الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

معنى قاعدة: "من لم يكفر الكافر فهو كافر" وحكم سب دِين المسلم

السؤال

سمعت فتوى لشيخ يقول فيها: إن من سمع أحدًا يسب أحد الملائكة، أو الأنبياء، أو الله، وقال: لا أدري هل الساب يكفر أم لا لهذا السب، فإنه يكفر مثله، وأنا أسمع السبّ كثيرًا في المواصلات، والأسواق، وغيرها، فلو سبّ أحد شيئًا من الدِّين أمامي بشكل غير صريح مثلًا، وقلت: لست متأكدًا من كفره، فهل أكفر بذلك، مع أنني أنكر ما قال؟ أشعر أن الوساوس بدأت تعود لي بعد سماعي له، فهل كلامه صحيح؟ وشكرًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فقاعدة: (من لم يكفر الكافر، فهو كافر)، إنما هي في شأن الكفار المقطوع بكفرهم، ممن لا يدينون بالإسلام أصلًا -كاليهود، والنصارى، والوثنيين-.

وأما المسلم الذي بدر منه ما هو من نواقض الإسلام، فلا يصح أبدًا تنزيل تلك القاعدة في حقه، بل لا يسوغ أصلًا لعامة الناس أن يحكموا عليه بالكفر -فضلًا عن أن يقال: من لم يكفره، فهو كافر!-، فإن الحكم بالكفر على الشخص المعين، المظهر للإسلام، موقوف على اجتماع الشروط، وانتفاء الموانع، ومرد الحكم على الأعيان إلى القضاء الشرعي فقط -وما يقوم مقامه، كهيئات الإفتاء، ونحوها-، الذين من شأنهم التحقق من اجتماع الشروط، وانتفاء الموانع، وراجع في هذا الفتوى: 322480.

وأما سبّ الدين: فقد أطلق جمع من العلماء أن شتم دِين المسلم كفر، بينما فصّل آخرون، فقالوا: إن قصد الساب بسبّ دِين المسلم أخلاقه الرديئة، ونحو ذلك، لا حقيقة دِين الإسلام نفسه، فإنه لا يكفر، كما سبق في الفتوى: 319498.

ثم إننا ننصحك بالإعراض عن الوساوس، والكف عن التشاغلِ بها، وقطع الاسترسالِ معها، وعدم السؤال عنها، والضراعة إلى الله أن يعافيك منها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني