الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل في قول: (الله يسامحك) على أمر لا تقال فيه عادة اعتداء؟

السؤال

الله يسامحك، إذا قالها شخص لشخص آخر، في شيء بسيط، فهل يجب على الشخص طلب المسامحة من الآخر؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن هذه العبارة في الأصل، دعاء بالخير لمن تقال له، حتى وإن قيلت في أمر يسير، لا تقال فيه عادة، وحينئذ؛ فإنها لا توجب حقًّا للمدعو له بها على الداعي!

لكن الدعاء بالخير، قد يقع تعريضًا بالنقص، والسوء للمدعو له، قال النووي في الأذكار: ومن ذلك غيبة المتفقهين، والمتعبدين، فإنهم يعرضون بالغيبة تعريضًا، يفهم به كما يفهم بالصريح، فيقال لأحدهم: كيف حال فلان؟ فيقول: الله يصلحنا، الله يغفر لنا، الله يصلحه، نسأل الله العافية، نحمد الله الذي لم يبتلنا بالدخول على الظلمة، نعوذ بالله من الشر، الله يعافينا من قلة الحياء، الله يتوب علينا، وما أشبه ذلك مما يفهم تنقصه، فكل ذلك غيبة محرمة. اهـ.

فإذا فرضنا أن شخصًا قال لآخر: (الله يسامحك)، من باب التعريض بالسوء له دون وجه حق؛ فحينئذ يجب التحلل ممن قيلت له بطلب العفو والصفح منه؛ لما وقع فيه الداعي من تعريض بالمدعو له بانتقاصه، والإساءة إليه في صورة الدعاء له.

وأما في غير ذلك من الأحوال، فهي دعاء بالخير، لا توجب حقًّا للمدعو له على الداعي.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني