الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التوبة من الاحتفاظ بصورة امرأة دون علمها

السؤال

أنا شاب أود خطبة فتاة، وهي لا تعلم، فقمت بشيء أحسست بعده بالذنب جدًّا، واستغفرت كثيرًا، فتلك البنت محترمة، ومتدينة، ولا تقوم برفع صورها على الفيس بوك، وذات مرة قامت برفع صورة لها، مع العلم أنها صورة محترمة، وعادية، وحذفتها بعد عدة ساعات؛ لأنها لا تود أن يرى أحد صورها، ولكني في ذلك الوقت قمت بحفظ الصورة في هاتفي وهي لا تعلم، قبل أن تحذفها، وعرضت تلك الصورة على صديق لي؛ بحجة أنني أريد أخذ رأيه في شكلها، وبعد حدوث ذلك، شعرت بتأنيب شديد لضميري، واستغفرت كثيرًا، فهل لتلك الفتاة حق ستأخذه مني يوم القيامة، حتى بعد توبتي، واستغفاري؛ لأني عرضت الصورة على صديقي، وهي لا تقوم بإظهار صورها لأحد أم إن استغفاري يكفي؟ وهل لا بدّ أن أذكر ذلك لها؛ كي تسامحني أم لا؟ لأني إذا أخبرتها، فقد ترفض الزواج مني.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالذي يظهر - والله أعلم - أنك جنيت عليها بذلك، خاصة وأنك ذكرت أنها لا تود أن يرى أحد صورها.

فالواجب عليك التوبة، وحذف تلك الصورة، وعدم الاحتفاظ بها.

والراجح أنه لا يشترط في مثل هذه الحقوق المعنوية إبراء أصحابها، بل يكفي الدعاء لهم بخير، كما هو مبين في الفتوى: 18180، وراجع كذلك الفتوى: 2761، والفتوى: 52660.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني