الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العمل في توصيل طلبات المطاعم في بلاد الغرب

السؤال

أخ يسأل ويقول: أنا أعيش في أمريكا، وبحثت عن عمل، فرزقني الله كدليفري، أو ناقل طعام من المحل إلى المنازل، وهذا المحل صاحبه مسلم، وسألته عن الخمر، والخنزير، فأخبرني أنه لا يعمل فيهما، والحمد لله، وسألته عن نوعية اللحوم، فأخبرني أنها لحوم عادية، فهو يشتريها من المحلات الموجودة في أمريكا، ويطهوها في الطعام، ثم ينقلها الدليفري إلى من يطلب، فهل هذا العمل به أي شبهة حرام؟ فأنا قرأت قبل ذلك أن اللحوم لا بدّ أن تكون مذبوحة ذبحًا شرعيًّا، ولا أعلم هل هذه اللحوم مذبوحة ذبحًا شرعيًّا أم لا، وسمعت من يقول: إنه يجوز أكل لحوم أهل الكتاب، ولا أدري ماذا أفعل، وما الصواب.
أرجو الجواب باستفاضة؛ حتى يطمئن قلبي، وحتى لا ألوم نفسي إذا عملت في هذا العمل -جزاكم الله كل خير-.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن حكم اللحوم في بلاد أهل الكتاب مع شيوع الذبح عندهم بطرق غير شرعية، محل إشكال كبير بين المعاصرين؛ فمنهم من يرخص فيها -ما دام لم يُعلم أنها ذبحت بطريقة غير شرعية-؛ نظرًا لأن الأصل في طعام أهل الكتاب الحل، ومنهم من يمنع مما لا تبين ذبحه بطريقة شرعية؛ لأن الأصل في اللحوم التحريم؛ حتى يثبت حلها، وراجع بيان ذلك الفتويين: 210529، 315898.

فإن أراد السائل أن يعمل في توصيل طلبات ذلك المطعم؛ عملًا بقول من يرى أن الأصل إباحة اللحوم في بلاد أهل الكتاب حتى تتبين حرمتها، فلا تثريب عليه، لكن لا شك في أن الأورع، والأحوط، والأسلم هو اجتناب العمل في مثل تلك المطاعم؛ بعدًا عن الشبهة.

وراجع للفائدة الفتوى: 319819.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني