الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الخوف من عدم قبول الأعمال وحكم الترويح عن النفس باللعب

السؤال

عمري 15 سنة، وقبل عدة شهر كنت إنسانًا فاسقًا، أسب، وأمارس العادة السرية، وكنت عاقًّا لأمي وأبي، ولا أصلي، لكني قرأت عن يوم الحساب، فخفت جدًّا، ولم أستطع أن أتنفس، أو أن أبلع ريقي، وفي اليوم الموالي بدأت أصلي، وأحترم أمي وأبي، ولم أعد أمارس العادة السرية، وذهبت إلى العمرة، وتبت إلى الله، وأصبحت إنسانًا أحسن، لكني أصبحت أخاف جدًّا من فقدان أمي وأبي، وأخاف أن كل ما أفعله لأجل الله -من صلاة، وصدقة، وغيرها- غير مقبول، وأن يوم الحساب سيأتي وأدخل النار.
سؤالي الأول هو: هل أعمالي الحسنة غير مقبولة، أو أن هذا من وسوسة الشيطان؛ لكي أهجر هذه الأعمال؟
سؤالي الثاني: أنا إنسان أرجع من المدرسة فأصلي، وآكل، وأدرس قليلًا، وبعد ذلك ألعب إلى أن أنام، وقرأت حديثًا للرسول صلى الله عليه وسلم فيه أن الإنسان لا تزول قدمه حتى يسأل عن شبابه فيما أفناه، فهل الله عز وجل سيحاسبني، وسأدخل النار؛ لأني ألعب كثيرًا؟
شكرًا لقراءتكم، وأتمنى أن تجيبوني.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالحمد لله الذي هداك، وتاب عليك، ثم اعلم أن أعمالك الصالحة مقبولة -إن شاء الله-، وأنك مثاب عليها في الآخرة.

وعليك أن تحسن ظنك بربك تعالى، وترجو منه الخير.

واستمر في عمل الصالحات، وصاحب أهل الخير، والصلاح، والزم ذكر الله تعالى.

واحرص على مرضاته سبحانه؛ فإن في طاعته سبحانه التوفيق، والفلاح في الدنيا، والآخرة.

وما دمت تؤدي صلواتك، وتفعل ما يراد منك من الطاعات، وتجتهد في دراستك؛ فلا حرج عليك في الترويح عن نفسك بشيء من اللعب المباح، لكن لا ينبغي أن يستغرق هذا وقتك، وإنما يكون بقدر الحاجة، وإجمام النفس، وإراحتها؛ للإقبال على الطاعة، والنشاط في المذاكرة، والله يوفقك لما فيه رضاه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني