الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الواجب على الزوج عند إصابة إحدى الزوجات بمرض معدٍ ينتقل بالجماع

السؤال

ماذا يفعل الزوج المتزوج من ثلاث نساء، كن أبكارًا عند وجود فحص طبي مؤكد النتائج، ومكرر أكثر من أربع مرات، في أكثر من بلد، وبنفس النتيجة، ويؤكد وجود مرض جنسي عند إحدى زوجاته، وهذا المرض لا ينتقل إلا بالعلاقة الحميمة، حسب كلام الأطباء؟ مع العلم أن زوجة أخرى اشتكت للزوج من وجود مرض جنسي آخر يسبب الثآليل، ولم يحرك الزوج ساكنًا، وعذره أن الموضوع يفتح بابًا للشيطان، والفتنة، والشك، وقذف المحصنات، وتجاهله تمامًا، ورأى أن غض النظر هو الحل الأسلم، فماذا تفعل الزوجة إذا لم يفعل الزوج شيئًا؟ هل تخبر باقي الزوجات عن الفيروس لعمل الفحوصات، ولتجنب احتمال الإصابة بأمراض أخرى قد تكون أخطر، كالإيدز؟ أم تتجاهل الأمر، ويكفيها أنها أخبرت الزوج وواجهته؟ وتحاول التعايش مع الموضوع كواقع لا يمكن تغييره، وتحمل الألم النفسي المستمر، وعدم الاستقرار، والأمان، والتنازل عن العلاقة الحميمة، وتعده ابتلاء من الله، وليس لها إلا الدعاء، والاحتساب، والاستغفار، لعل الله يحدث بعد ذلك أمرًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن ثبت أن إحدى الزوجات مصابة بمرض معدٍ، يمكن أن ينتقل بالجماع، فلا يجوز للزوج أن يكون سببًا فيما قد يلحق الضرر ببقية زوجاته، فالضرر يزال، كما في القاعدة الفقهية.

وإذا لم يهتم الزوج لأمر هذا المرض، فعلى هذه الزوجة أن تخبر الأخريات؛ حتى تكون الواحدة منهن على بينة من أمرها، وهذا من باب النصيحة، وهي حق للمسلم على أخيه المسلم، روى مسلم في صحيحه عن تميم الداري -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الدين النصيحة». قلنا: لمن؟ قال: «لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين، وعامتهم».

جاء في شرح النووي على مسلم: وأما نصيحة المسلمين ـ وهم من عدا ولاة الأمرـ فإرشادهم لمصالحهم في آخرتهم، ودنياهم، وكف الأذى عنهم، فيعلمهم ما يجهلونه من دِينهم، ويعينهم عليه بالقول، والفعل، وستر عوراتهم، وسد خلاتهم، ودفع المضار عنهم، وجلب المنافع لهم... اهـ.

وننبه في الختام إلى أن كون الزوجة مصابة بمرض معدٍ، لا يعني أنها قد فعلت الفاحشة، ولا يجوز أن تتهم بذلك، أو يساء بها الظن، بل الأصل في المسلمين السلامة؛ حتى يتبين خلافها، كما قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ {الحجرات:12}.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني