الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العمل في تطبيق هاتف لأخذ استطلاع رأي لشركة تدخين

السؤال

ما حكم العمل في تطبيق هاتف؛ لأخذ استطلاع رأي، لشركة تدخين؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن تناول الدخان محرم شرعًا؛ لضرره، -كما فصلناه في الفتوى: 1671-.

وإذا تقررت حرمت تناول الدخان؛ فإنه يحرم كل ما يعين عليه؛ فمن القواعد المقررة في الشرع: أن الإعانة على معصية الله محرمة؛ لقوله تعالى: وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ {المائدة:2}، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: إذا أعان الرجل على معصية الله، كان آثمًا؛ لأنه أعان على الإثم، والعدوان؛ ولهذا لعن النبي صلى الله عليه وسلم الخمر، وعاصرها، ومعتصرها، وحاملها، والمحمولة إليه، وبائعها، ومشتريها، وساقيها، وشاربها، وآكل ثمنها، وأكثر هؤلاء -كالعاصر، والحامل، والساقي-، إنما هم يعاونون على شربها؛ ولهذا ينهى عن بيع السلاح لمن يقاتل به قتالًا محرمًا، كقتال المسلمين، والقتال في الفتنة. اهـ.

وقال ابن عثيمين: لا يحل لك أن تعمل في هذه الشركة التي تصنع السجائر؛ وذلك لأن صنع السجائر، والاتجار بها -بيعًا وشراء- محرم، والعمل في الشركة التي تصنعه، إعانة على هذا المحرم، وقد قال الله تعالى في كتابه: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ)، فبقاؤك في هذه الشركة محرم، والأجرة التي تكتسبها بعملك محرمة أيضًا، وعليك أن تتوب إلى الله، وأن تدع العمل في هذه الشركة. اهـ. من فتاوى نور على الدرب.

وبناء على هذا؛ فالذي يظهر أنه لا يجوز العمل في التطبيق الذي ذكرته؛ لما فيه من إعانة على عمل شركة التدخين، وربما الدعاية، وتسهيل عملها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني