الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الفوائت تقدم على الحاضرة وجوباً أو استحباباً

السؤال

لقد سمعت أنه يجب قضاء الصوات الفائتة التي تركت عمدا أو ليس عمدا قبل الصلاة المفروضة... فسؤالي هو هل هذا صحيح؟؟ وهل الصلوات التي تصلى قبل القضاء غير مقبولة؟ وجزاكم الله خيراً..

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فقد ذهب الحنفية والحنابلة إلى أن الترتيب بين الفوائت وبين فرض الوقت واجب، وبه قال النخعي والزهري وربيعة ويحيى الأنصاري والليث وإسحاق... واستدلوا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: من نسي صلاة أو نام عنها فكفارتها أن يصليها إذا ذكرها. رواه مسلم عن أنس. وذهب المالكية كذلك إلى أن ترتيب الفوائت مع الحاضرة إنما يكون واجباً إذا كانت هذه الفوائت يسيرة: أربعاً أو خمساً، وأما الست وما زاد عليها فلا ترتيب عندهم مع الحاضرة، ويشترطون لصحة ثانية مشتركتي الوقت أن ترتب مع المشتركة معها. قال خليل: وجب قضاء فائتة مطلقاً ومع ذكر ترتيب حاضرتين شرطا والفوائت في أنفسها ويسيرها مع حاضرة. وذهب الشافعية إلى أن الترتيب بين الفوائت وبين فريضة الوقت إنما هو مستحب فقط، قال في المجموع: إذا فاته صلاة أو صلوات استحب أن يقدم الفائتة على فريضة الوقت المؤداة. والحاصل أن الفوائت تقدم على الحاضرة وجوباً أو استحباباً، ولكن المصلي إذا عكس ذلك فإن صلاته صحيحة، إلا إذا كانت الثانية مشتركة الوقت مع الأولى، وهما حاضرتان كظهرين أو عشاءين لم يخرج وقتهما، فإن عدم الترتيب بينهما حينئذ يبطل الأخيرة منهما (العصر أو العشاء) عند المالكية، لا عند غيرهم فصحيحة عندهم. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني