الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

استحضار منزلة طالب العلم يشحذ الهمة

السؤال

أنا في كلية من كليات القمة دخلتها مكرها نظرا لمجموع الثانوية العامة, و لكني لا أتحمس للمذاكرة ولا أطيق الذهاب إليها. فهل من دواء يحمسني في المذاكرة و يحببني في الكلية؟ و جزاكم الله خيرا

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد رغب الإسلام في العلم، وأرشد العباد إلى إعمار الأرض واتخاذ السبل المعينة لذلك من وسائل الرقي والتقدم، قال تعالى: (هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا )(هود: من الآية61)، ومن أعظم هذه الوسائل، العلم النافع، وتدخل في ذلك هذه العلوم التي تفيد الناس في أمور معاشهم كالطب والهندسة وغيرهما، وقد ذكر أهل العلم أن تعلم هذه العلوم قد يكون من فروض الأعيان أو فروض الكفايات حسب حاجة الناس إليها، مما يدل على أهميتها واهتمام الإسلام بها، فعلى هذا فإن أخلص المسلم فيها نيته وأصلح مقصده، كان تعلمه لها وتعليمه إياها كل ذلك ينال به الأجر العظيم من الله تعالى، ولعل هذا الإخلاص من أعظم ما يعين المرء في طريق الطلب أي باستحضار كونه في سبيل إلى الجنة ينفع به الأمة، وينصر به دينه، ثم إنه لا بد من الاستعانة بالله تعالى ودعائه بمثل ما ورد في الحديث الذي رواه النسائي في الكبرى والحاكم في المستدرك عن أنس رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم لفاطمة رضي الله عنها: "ما يمنعك أن تسمعي ما أوصيك به أن تقولي إذا أصبحت وإذا أمسيت: يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث، أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين"، إلى غير ذلك من عموم الأدعية، هذا بالإضافة إلى مصاحبة الطلبة المجتهدين الذين يعينونك في هذا الطريق ويكونون سبباً في تحبيب هذا العلم إلى نفسك، ثم إن كان عدم حصولك على رغبتك هو السبب في ضعف همتك ولم يمكنك الحصول عليها، فلتتذكر قول الله تعالى: (وعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً)[البقرة:216]

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني