الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ضوابط إباحة دعوة المرأة للرجال من خلال الشات

السؤال

الحمد لله رب العالمين وصلاة وسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنامحمد وعلى آله وأصحابه أجمعينأما بعد ..أبدأ باسم الله وأقول قصتي عسى أن تجدوا لي حلاً .. أنا بنت عمري21 سنة من عائلة على دين وأخلاق ولله الحمد، غرني الشيطان ودخلت إلى الشات لأني كنت أريد أعرف كيف الناس يعيشون وأعرف أفكار الناس لأني لا أعرف كيف الناس يعيشون في هذه الدنيا وأريد أن أعرف كيف طباع الناس ... المهم كنت في الشات ولله الحمد أوعي الناس إلى ذكر الله والعبادة وكانوا يقولون لي عن مشاكلهم وكنت بالنسبة لي وبنيتي الصادقه أقول لهم اذكرو ربكم الله يذكركم وهذا كله من فضل ربي.. صادفت رجلا في الشات كان ضائعاً في هذه الدنيا دخل هذا الرجل للشات بسبب أنه يريد أن ينسى ماضيه والمشاكل التي وراءه كان هذا الرجل يخبرني عن مشاكله وعن المواقف التي تصادفه ومع العلم فإن هذا الرجل له مكانة في بلده وكنت كالعادة أذكره بالصلاة في كل أذان وأذكر مرة كانت له مشكلة فيها إهانة كرامته من قبل رجل له مكانة كبيره في البلد الذي يعيش فيه فقلت له اذهب وصل ركعتين لله واقرأ قرآناً وارجع ففعل الرجل كما قلت له فأذن لصلاة الظهر وذهب الرجل كعادته للصلاة في المسجد وسبحان الله تيسرت كل أموره في لحظة ذهابه للمسجد إذ جاء إليه رجل من قبل الرجل الذي أهانه واعتذر له ومرت الأيام ونجح هذا الشخص في عمله نجاحا بدرجة لا يشهد بها وتيسرت كل أموره وتعلق هذا الرجل في بسبب أني بنت على دين وأخلاق وعلم بنيتي الطيبة وبقلبي الخالي من أي شر وذلك اليوم طلب مني أن يتقدم لخطبتي فقلت له يا أخي إذا تريد الزواج على سنة الله ورسوله تقدم لي عند أهلي فأنا لا أقدر على أن أقول لك إني موافقة أم لا حتى يسألني أهلي عنك وعن أخلاقك ومع العلم بأن هذا الرجل من بلد آخر فأهلي محافظون(وهذ عندما تركت الشات بسبب أني علمت أن الشات حرام ) فقال لي أنا أريد أن أتزوجك لدينك وأخلاقك وعلمك ومرت الأيام وذات يوم قال لي أريد أن أكلمك بموضوع وهذا سبب دخولي للشات وعسى أن تسامحيني فقلت له ربي يسامحك على ما فعلت فقال لي بموضوع شيب شعر رأسي فما توقعت منه فقال لي قد تبت توبة نصوحاً من زمن قبل أن تدخلي في حياتي وعسى ربي يغفر لي كل ذنوبي ودخلتي في حياتي وعلمتيني ما كنت أعلم به فما توقعت منه أن يأتي منه هذه المصيبة لأن هذه المصيبه صارت من زمان وهو صغير في العمر وقد سمعت من أقربائه أنه كان مسحورا ( وعسى ربي يغفر ذنوبه ) فقلت له يا أخي ربي يسامحك واتركني في حال سبيلي فقال لي لا أقدر لأني أريد أن أتزوجك بنية صافية فأنا تعلقت بك ولا أنسى فضلك علي فقلت له لا أقدر لأنه إذا علم أهلي بمصيبتك مستحيل ثم مستحيل أن يوافقوا على زواجي لك ومرت الأيام وتركته وكنت أفكر فقلت لنفسي قد ظلمت هذا الرجل فقد تاب وهو نادم على فعلته وذات يوم كلمته فقال لي يا أختي أنا قد تبت لله فقلت له يا أخي انس هذه المصيبة وأنا أريد أن أقول لك أن تذكر ربك فيذكرك واترك متاع الدنيا التي لا تدوم وافعل الخير حتى تقدم لربك عند الممات واستغفر ربك أكثر وأكثر وتصدق ببعض من أموالك وادع ربك أن يرزقك على قدر نيتك ... الخ وانس الفتاة التي ساعدتك في محنتك وأنا بالنسبة لي سوف أستر عليك في الدنيا والآخرة، لأن من ستر على مسلم في الدنيا ستر الله عليه في الدنيا والآخرة فقال لي لا أقدر أن أنسى الفتاة التي ساعدتني وجعلتني رجلا ناحجا في حياتي وقال أيضا أنا سوف أتقدم لخطبتك قلت له أنت لا تعرف من أنا(ومع العلم بأنه لم يسمع صوتي ولا حتى شكلي) فقال سوف أبحث عنك إذا انتهيت من عملي فقلت له انسني فلا أريد لك إلا الخير فما فعلت شيئا لكي تتقدم لي ولا أنا أفكر بالزواج لأني أنا أريد أن أهتم بدراستي فقالي لي أنا سوف أنتظرك حتى تنتهين دراستك فأنا أريد أن أتزوجك لدينك وأخلاقك وعلمك وأريد أن ننجب أطفالا تربينهم على الدين .......
وهذه هي قصتي يا أهل الخير وعسى أن ترون حلا لي.. إذا تقدم لخطبتي هل أوافق عليه أم لا؟ولكم جزيل الشكر

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا حرج على المرأة في أن تشارك في الشات لأجل الدعوة إلى الله عز وجل ونشر الحق وهداية الخلق، مع ضبط ألفاظها من الاسترسال في التعرف على مشاكل الرجال وإقامة علاقة معهم، ونحو ذلك، وإنما يكون همها وجهدها منصباً على معالجة الانحراف وعرض الحلول له، ولمزيد من الفائدة عن هذه النقطة تراجع الفتوى رقم: 30911.

وأما الحل لما سألت عنه، وهو هل تقبلين بهذا الرجل زوجاً أم لا؟ فالجواب أنه إذا تبين لك أنه قد تاب مما وقع فيه من المخالفة الشرعية التي وصفتِها بالمصيبة، فلا حرج عليك أن توافقي عليه إذا تقدم إليك وخطبك عن طريق وليك، ولا يشترط أن يعلمه بما حصل منه، قبل ذلك ما دام قد تاب وأناب.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني