الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كثرة الكلام بغير ذكر الله قسوة للقلب

السؤال

أنا رجل الحمد لله لا تفوتني الصلاة ولكن عندما ألقى أصحابي أتكلم كثيراً ونضحك كثيراً هل يوثر على الصلاة وهل يستجاب دعائي جزاكم الله خيراً

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن صحة الصلاة لا علاقة لها بالكلام والضحك إذا كانا خارجها، لكن قد يكون ذلك دليلاً على عدم تأثر الشخص بالصلاة إذا كان الكلام يتضمن المحرمات مثل: الغيبة أو النميمة أو ذكر الفواحش أو غير ذلك مما يتطرق إليه من أكثر الكلام، فالمواظبة على الصلاة في الجماعة أمر عظيم لا بد أن يكون له تأثير على المسلم، وذلك التأثير يتمثل في الوقار والسكينة والاقتصار على الحاجة من الكلام قال الله تعالى: وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ(العنكبوت: من الآية45) قال القرطبي: وفي الآية تأويل ثالث وهو الذي ارتضاه المحققون، وهو أن المراد بأقم الصلاة أي إدامتها والقيام بحدودها ثم أخبر حكما منه بأن الصلاة تنهي صاحبها وممتثلها عن الفحشاء والمنكر، وذلك لما فيها من تلاوة القرآن المشتمل على الموعظة، وعموماً فإن كثرة الكلام ولو كان مباحاً منهي عنها، كما جاء في حديث الترمذي أنه صلى الله عليه وسلم قال: لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله تعالى، فإن كثرة الكلام بغير ذكر الله قسوة للقلب، وإن أبعد الناس من الله القلب القاسي. رواه الترمذي، وإن كان ضعيفاً إلا أنه في فضائل الأعمال.

وأما كثرة الضحك فراجع لها الفتوى رقم: 30423، والفتوى رقم: 12643ثم إنه لا مانع من إجابة دعائك إذا توفرت عندك أسباب قبول الدعاء، وهي مفصلة في الفتوى رقم: 2150.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني