الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من الأذكار الواجبة والمندوبة

السؤال

ما هي الأذكار الواردة عن الرسول صلى الله عليه وسلم الواجب علينا الذكر بها؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد حض الله على الإكثار من الذكر ورتب عليه الفلاح فقال: وَاذْكُرُواْ اللّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلَحُونَ [ سورة الأنفال: 45]. وقال: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا [ سورة الأحزاب: 41]. وهذا يدل على الحض على الإكثار من الأذكار، وهو متأكد في الأذكار المقيدة. ثم إن في الأذكار ما هو واجب كالنطق بالشهادتين عند الدخول في الإسلام، وكتكبيرة الإحرام، والسلام في الصلاة، ورد السلام على المسلم، وكالتشهد عند بعض أهل العلم، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم عند ذكره أو سماع اسمه أو في جلسة التسليم أو في مجلس القوم عند بعض أهل العلم أيضا، وكالتلبية في الحج والعمرة عند بعضهم، والتسمية عند الذكاة، وكالأذان والإقامة عند البعض في الأمصار.

وقد استدل الموجبون للتشهد بقول ابن مسعود رضي الله عنه: كنا نقول قبل أن يفرض التشهد السلام على الله ، السلام على جبريل وميكائيل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تقولوا هكذا فإن الله عز وجل هو السلام ولكن قولوا التحيات لله. رواه النسائي في باب إيجاب التشهد، وصححه الألباني.

وقد استدل الموجبون للصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في التشهد بالحديث الذي رواه أحمد وابن حبان والحاكم عن أبي مسعود قال: أقبل رجل حتى جلس بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم ونحن عنده فقال: يارسول الله ، أما السلام عليك فقد عرفناه فكيف نصلي عليك إذا نحن صلينا عليك في صلاتنا صلى الله عليك، قال: إذا أنتم صليتم علي فقولوا اللهم صل على محمد....... والحديث صححه الحاكم ووافقه الذهبي والنووي ووجه الدلالة هنا ـ والله أعلم ـ هو قوله (فصلوا) وهو أمر والأمر يحمل على الوجوب ما لم يرد صارف إلى الندب والصارف معدوم هنا.

واستدل الموجبون للصلاة عليه عند ذكره بحديث أبي هريرة: رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصل علي. رواه الترمذي وصححه الألباني.

واستدل الموجبون للصلاة عليه في المجالس بحديث: ما جلس قوم مجلسا لم يذكروا الله فيه ولم يصلوا على نبيهم إلا كان عليهم ترة. رواه الترمذي وأحمد والحاكم وصححه الألباني.

واستدل من أوجبوا الأذان بأمره صلى الله عليه وسلم مالك بن الحويرث وصاحبه في قوله لهما: أذنا وأقيما وليؤمكما أكبركما . رواه البخاري ومسلم.

واستدل من أوجبوا التلبية بالحديث: جاءني جبريل فقال: يا محمد مر أصحابك أن يرفعوا أصواتهم بالتلبية. رواه النسائي والترمذي وصححه الألباني.

واستدل من أوجبوا التسمية عند الذكاة بقول الله تعالى: وَلاَ تَأْكُلُواْ مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ [ سورة الأنعام: 121].

وراجع رياض الصالحين للنووي، والحصن الحصين للجزري، وحصن المسلم للقحطاني، لمعرفة الأذكار التي تطلب المواظبة عليها يوميا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني