الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من أساليب الدعوة في البلاد الغير إسلامية

السؤال

إني والحمد لله أخت مسلمة وأرتدي الزي الإسلامي وزوجي ملتح، ولكننا نعيش الآن في إحدى الدولة الأوروبية بحكم عمل زوجي، ولكننا لا نعلم كيف ندعو لله وللإسلام وأعتبر لبسي الإسلامي هو الوسيلة الوحيدة المتاحة لي، فماذا أفعل لكي أفعل شيئاً؟ وهل إن لم أستطع فعل شيء أكثر سوف يحاسبني الله، وهل سوف يشكوني هؤلاء القوم البعيدون تماماً عن الله يوم القيامة لله عز وجل، أرشدوني؟ جزاكم الله عني كل خير مع مراعاة صعوبة ظروف الدعوة هنا وكراهة الناس هنا للمسلمين.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله تعالى أن يتقبل منك إسلامك ويلهمك وسائل الهداية وطرقها لتهتدي وتهدي من قدر الله هدايته من المجتمعات التي تخالطينهم، واعلمي أن أساليب الدعوة إلى الله تعالى تختلف باختلاف الدعاة والمدعوين، ومن أهم الطرق المعينة عليها تعلم لغة المدعوين ومعرفة نفسياتهم وعاداتهم والأبواب التي يمكن ولوجها إليهم، وأن لا تخالف أقوال الداعي أفعاله، وأن تكون بالحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن، وراجعي في أساليب الدعوة في البلاد غير الإسلامية الفتوى رقم: 28335.

ثم اعلمي أنه لا حرج عليك إذا بذلت ما في وسعك في سبيل الدعوة إلى الله إذ لا يكلف الله نفسا إلا وسعها، وهداية الناس بيد الله وليست بيد أي أحد غيره، فالأنبياء وهم أفضل خلق الله يأتي بعضهم يوم القيامة ولم يتبعه أحد، فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: عرضت علي الأمم فرأيت النبي ومعه الرهط والنبي ومعه الرجل والرجلان والنبي ليس معه أحد. رواه البخاري ومسلم عن ابن عباس.

ولم يرد أبداً أن عدم اتباع القوم لنبيهم ينقص من مرتبته هو، لأنه فعل ما أمر به، وليس مطلوباً بأكثر من ذلك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني