الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الكذب لحل مشكلة الغيرة عند الطفل

السؤال

بعض النساء حتى تخلص طفلها من حب التملك والأنانية والغيرة من الطفل الجديد تحضر حلوى أو أي شيء وتضعه تحت رأس الطفل الجديد وعندما يأتي الطفل الآخر ليرى أخاه تأخذ هذه الحلوى وتقول له هذا من أخيك فخذها لك حتى يتعلم أن هذا الشيء ملك لأخيه ورغم هذا أعطاه له, سؤالي هو: هل هذا من الكذب على الطفل وبهذا يتعلم سلوك خاطئا أم ماذا على الأم أن تصنع لمعالجة هذا الأمر وفي نفس الوقت لا تكذب على طفلها؟ أفيدونا وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الكذب عموماً لا يجوز، سواء كان على الكبار أو كان على الصغار، وهذا شيء مُسلَّم به عند كل مسلم كما أشارت السائلة الكريمة إليه، ولكن أهل العلم بناء على أحاديث صحيحة ومقاصد شرعية رخصوا للمسلم إذا اضطر إلى الكذب أو دعته مصلحة لذلك أو دفع مضرة أن يستخدم التورية أو المعاريض، كما قال الإمام البخاري رحمه الله تعالى: باب: المعاريض مندوحة عن الكذب، وقالت أم سليم لزوجها أبي طلحة عند ما سألها عن ابن لهما كان مريضاً وقد توفي، قالت: هدأ وأرجو أن يكون قد استراح، فظن أبو طلحة أن الولد قد تعافى أو شفي.

وعلى هذا، فبإمكان المرأة أن تستخدم هذا النوع من الكلام إذا كان في ذلك مصلحة تريد تحقيقها أو مضرة تريد دفعها، حتى لا تكذب على ابنها الكذب المحرم، والذي تترتب عليه عواقب وخيمة بالنسبة لتربية الطفل.

وبإمكانها إذا ثبت لديها أن هذه وسيلة ناجعة لحل مشكلة الغيرة عند الطفل أن تقول له هذه الهدية من عند أخيك تعني أنها أخذتها من عنده، لأنها كانت موجودة عنده أو تحت رأسه مثلاً، ولا تقول هذا أعطاها لك أخوك، لأن هذا صريح في الكذب لأن أخاه المولود لا يستطيع العطاء، ولمزيد من الفائدة نرجو الاطلاع على الفتوى رقم: 36684.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني