الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اعتنق فكرة ويريد ـن يدعو الناس إليها

السؤال

هل من الحرمة أن أدعو الناس إلى فكرة اعتنقتها أم أن هذا يعد من تشتيت الأمة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإذا كانت الفكرة التي تريد أن تدعو إليها تهدف إلى تحكيم شرع الله، وانتهاج منهج السنة واتباع السلف الصالح، فهذه الفكرة طيبة، وتجب الدعوة إليها، قال الله تعالى: ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ [النحل:125]، وقال تعالى: وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ [فصلت:33].

والمناسب في هذه الحالة أن يختار الشخص إحدى الجماعات الإسلامية القائمة والتي يراها أقرب إلى الصواب ويدعو إلى فكرته من خلالها، فذلك أفضل من أن يزيد في عدد الجماعات مما يترتب عليه تشتيت الكلمة وتوهين الجهود.

وإن كانت الفكرة التي تقصد هي فكرة منافية للإسلام كالعلمانية والشيوعية والاشتراكية والقومية وما في هذه المعاني، فإن اعتناق مثل هذا حرام، والدعوة إليه أشد في الإثم، لأنه من السنة السيئة التي يتحمل أصحابها أوزار من تبعهم إلى يوم القيامة، فقد ورد في صحيح مسلم عن جرير أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة، ومن سن في الإسلام سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة.

وإن كانت لا من ذاك ولا من هذا، بل من الفضول الذي يولع به الكثير من الناس، دون أن يكون له نفع، فالصواب الابتعاد عنها لما في الترمذي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن خمس: عن عمره فيم أفناه وعن شبابه فيم أبلاه.... الحديث.

والله أعلم.


مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني