الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من ألوان الدعوة والنصح والتوجيه

السؤال

بسم الله وتوكلت على الله
فضيلة الشيخ أنا من هواة النت
وأحب وبصراحة أن أضحك على المغفلين بالنت من بنات وشواذ أحب أن أسخر منهم لأنني أحس في قرراه نفسي أن مثل هؤلاء الناس الذين يعصون الله لا بد من أن يعلمهم الواحد درسا في حياتهم
فهل هذا حرام أم ليس حراما أن أسخر منهم وأن أضحك عليهم
تحياتي وجزاكم الله ألف خير
ملاحظة أنا شاب مؤمن أؤدي فرائض الله جميعها

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فما دمت تملك وسيلة الاتصال بالعصاة وأصحاب المنكرات فإن عليك أن تنصح لهم وتنكر عليهم ما يرتكبون من الإثم والمعاصي بالطرق الشرعية.

فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: الدين النصيحة. ثلاثا. رواه مسلم. وقال صلى الله عليه وسلم: من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان. رواه مسلم.

كما ينبغي أن يكون ذلك بالأسلوب الأحسن وبالرفق بهؤلاء المساكين الذين اجتالتهم شياطين الإنس والجن بسبب الهوى والغفلة والشهوات، لأنهم مرضى يحتاجون إلى العلاج برفق، فهذا لون من ألوان الدعوة والنصح والتوجيه التي يقول الله تعالى عنها: ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ {النحل: 125}.

ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه. رواه مسلم. وفي رواية لغيره: ما كان الفحش في شيء قط إلا شانه، ولا كان الحياء في شيء قط إلا زانه.

فإذا أمرت بمعروف فليكن أمرك بمعروف، وإذا نهيت عن منكر فلا يكن نهيك منكرا، ولتسر في ذلك على منهج النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام.

أما الدخول مع هؤلاء في المهاترات والعناد والجدل الذي لا قيمة له فلا ينبغي، فربما يؤدي إلى النفرة والعناد فضلا عن كونه تضييعا للوقت فيما لا فائدة فيه.

هذا، ونشكرك على اهتمامك وغيرتك على دينك، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والثبات.

ولمزيد من الفائدة نرجو الاطلاع على الفتويين التاليتين: 28895، 46926.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني