الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

النصح قيام بالحق الواجب

السؤال

إليكم الموقف التالي: دخلت المسجد اليوم فوجدت رجلاً نائما على بطنه فاستحييت أن أذكره بفعل النبي صلى الله عليه وسلم حينما وجد رجلا في المسجد على هذه الصورة , لأنه يكبرني بأعوام عديدة, وانتظرت حتى دخل رجل آخر المسجد يكبر الأول وحكيت له الموقف, فذهب إليه وكلمه
أما لماذا استحييت أن أذكر الرجل فلظني أنه لن يقبل نصيحة من هو أصغر منه بكثير
فهل آثم لظني هذا, أم أن ما فعلته هو الصحيح ويدخل في باب احترام الكبير
أفيدونا جزاكم الله خبرا
ملحوظة: عمرى عشرون عاما

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الحياء من الكبير لا يسوِّغ عدم نصحه، لأن النصح بالحكمة فيه إحسان إلى المنصوح، وقيام بالحق الواجب له، فقد نصح إبراهيم أباه، ونصح الرسول صلى الله عليه وسلم أبا طالب، كما في حديث البخاري.

ثم إن ظن قبول المنصوح نصح من أمره أو نهاه ليس شرطا في وجوب القيام بالنهي عن المنكر، لأن الناهي يقوم بما أوجب الله عليه من النهي عن المنكر معذرة إلى ربه أو ليهتدي المنهي، ويدل لهذا قول الله في شأن من نهوا عن الصيد يوم السبت: وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ {الأعراف: 164}.

وأما في حالك هذه التي ذكرت فالظاهر -والله أعلم- أنه لا إثم عليك، لأن النوم على البطن مكروه عند أهل العلم، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 5439.

وقد ذكر أهل العلم أن من شروط وجوب النهي عن المنكر الاتفاق على حرمته أو رجحانها، وراجع الفتوى رقم: 5870.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني