الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم لبس الحجاب مع بغضه

السؤال

علمت حديثا عن نواقض الإسلام المكفرة وهي عشرة، ومنها أن يبغض المسلم شرع الله سبحانه وتعالى حتى ولو عمل به، ووجدت هذا الشيء ينطبق علي، حيث إنني ارتدي الحجاب منذ عشرة أشهر وغير سعيدة به، أبغضه ولا أحبه وأجبر نفسي عليه انصياعا لأمر الله تعالى، فهل هذا ينقض إسلامي وأكفر به حسب النواقض العشرة، وهل أخلعه ليصبح ذنبي أقل من الكفر والبغض؟ شكراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الواجب على كل مسلم أن يحب ما أحبه الله محبة توجب له الإتيان بما أوجب، وأن يكره ما يكره الله كراهية توجب له الكف عما حرم، وأن يعمل بجوارحه بمقتضى هذا الحب والبغض، فارتداؤك للحجاب أمارة على حبك لله وانصياعك لأمره، وأمارة على الإيمان -إن شاء الله- أما ما تشعرين به من بغض فهو من وسوسة الشيطان والنفس التي غالباً ما تكره النافع المفيد، وليس هو البغض الموجب للكفر، فاستعيذي بالله من الشيطان الرجيم واقرئي القرآن بتدبر، وكذلك تفسير ما يشكل عليك فسوف يذهب عنك هذا الشعور، قال الله تعالى: وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ {الإسراء:82}، قال الإمام الطبري: يستشفى به من الجهل والضلالة ويبصر به من العمى للمؤمنين ورحمة لهم. انتهى.

أما الكره الذي ذكره أهل العلم الموجب للكفر، فهو كره القرآن لما فيه من التوحيد والتكاليف المخالفة لما ألفوه واشتهته أنفسهم، وكره أهل التوحيد وحب أهل الكفر، قال الإمام الطبري عند قوله تعالى: ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ: كرهوا كتابنا الذي أنزلناه على نبينا محمد وسخطوه فكذبوه وقالوا سحر مبين. انتهى.

وقال ابن القيم: هذا شأن من ثقلت عليه النصوص فرآها حائلة بينه وبين بدعته وهواه فهي في وجهه كالبنيان المرصوص. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني