الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مسألة حول العين والوقاية منها

السؤال

1- كيف يقي الإنسان نفسه من العين؟ وخصوصا إذا كنت أحسد نفسي بنفسي من غير قصد؟ 2- إذا كان عندي موضوع زواج من شخص جيد وأخاف أن تصيبني العين إذا نقلت الخبر فماذا أعمل حتى أخبر الناس عن زواجي من غير أن يصيبني الحسد؟ 3- إن الله سبحانه وتعالى أخبر عبده زكريا أن لا يكلم الناس ثلاث ليالي عندما بشره بيحيي فهل أكتم خبر زواجي ثلاث ليال حتي لا يصيبني الحسد أم ماذا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فينبغي للمسلم أن لا يكثر من الكلام إلا بما يرى له فائدة ونفعاً عليه أو على أحد من المسلمين، وليحذر العين - عين نفسه وعين غيره- فإنها حق كما أخبر الصادق المصدوق. روى الإمام مسلم وأحمد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: العين حق ولو كان شيء سابق القدر لسبقته العين. وروى أبو نعيم في الحلية: العين تدخل الرجل القبر وتدخل الجمل القدر. وللوقاية منها يمكن الرجوع إلى الفتوى رقم: 24373، والفتوى رقم: 33932، وكذلك الفتوى رقم: 24972 فإن فيها عشرة أسباب تقي من الحسد.

وعلى المرء أن لا ينشر كل ما يريد القيام به من المشاريع كالزواج وغيره بين جميع الناس، بل يقتصر على قرابته وأهل مودته ليتم له ما يريد، ففي الحديث الشريف: استعينوا على إنجاح الحوائج بالكتمان، فإن كل ذي نعمة محسود. رواه الطبراني وغيره وصححه الشيخ الألباني. وإذا نجح المشروع ولم يبق إلا تنفيذه فلا مانع بعد ذلك من إعلانه لجميع الناس مع التحصن بالأسباب التي أسلفنا ذكرها، وإذا كان المشروع زواجاً فلا ينبغي كتمه بل يطلب إعلانه وإشهاره.

وليس يلزم أن تكتم أمر زواجك ثلاث ليال بالتحديد، بل حسب الحاجة، وما تقتضيه ظروفك فإن زكريا صلى الله عليه وسلم قد منع من تكليم الناس ثلاث ليال آية له على أنه سيرزق الولد استجابة لدعائه، ولم يرد أن أي شخص كانت له حاجة معينة عليه أن يكتمها ثلاث ليال.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني