الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من ضوابط رواية النوادر والنكات

السؤال

فإني أود الاستفسار عن بعض النوادر ولا أدري حكمها لأنها تصلنا عبر البريد وتصل إلى المئات أو أكثر وقد سقت لكم هذه النادرة كي تفتوني في حكم نشرها، وجزاكم الله خيراً، ورد في الأثر أن أشعب وهو رمز الطمع عند العرب دخل على أمير المؤمنين أبي جعفر المنصور فوجد أمير المؤمنين يأكل من طبق من اللوز والفستق فألقى أبوجعفر المنصور إلى أشعب بواحدة من اللوز فقال أشعب يا أمير المؤمنين ثاني اثنين إذ هما في الغار فألقى إليه أبو جعفر اللوزة الثانية فقال أشعب: فعززنا بثالث فألقى إليه الثالثة فقال أشعب: فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك فألقى إليه الرابعة فقال أشعب: ويقولون خمسة سادسهم كلبهم فألقى إليه الخامسة والسادسة فقال أشعب: ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم، فألقى إليه السابعة والثامنة فقال أشعب: وكان في المدينة تسعة رهط فألقى إليه التاسعة، فقال أشعب: فصيام ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجعتم تلك عشرة كاملة فألقى إليه العاشرة فقال أشعب: إني رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين، فألقى إليه الحادية عشر فقال أشعب: والله يا أمير المؤمنين إن لم تعطني الطبق كله لأقولن لك وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون... فأعطاه الطبق كله! هذا هو أشعب وبرغم طمعه وجشعه إلا أنه كان يحفظ القرآن عن ظهر قلب؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فهذه النادرة تدخل فيما يسمى بالمزاح، والمزاح منه ما هو مباح وما هو ممنوع، روى الطبراني من حديث ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إني لأمزح ولا أقول إلا حقا.

وكان مزحه صلى الله عليه وسلم مع أصحابه قليلاً، وذلك لأن الإكثار من المزح يميت القلب ويجلب الضغائن، ولك أن تراجع فيما يجوز من المزاح فتوانا رقم: 11614.

وعليه، فإذا تحققت صدق هذه النادرة بأن وجدتها في مصادر متعددة وموثوق بها، فلا بأس بنشرها بشرط أن لا يكثر مثل ذلك منك، وإن شككت في صدقها فاترك نشرها خوفا من الوعيد الذي جاء في الحديث الذي أحلنا على فتوى محتوية عليه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني