الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا تقاطع جدك لكونه لم يستجب لنهيك له عن المنكر

السؤال

لي جد وجدة كنت أزورهما باستمرار، ولكن جاءت ظروف عندهما ورأيت منكرا عندهما ولم يكونا عالمين بهذا المنكر، فقلت لهما عن المنكر من قصد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولكن للأسف فهما مني أني أريد تدمير المنزل وعكسوا كل المفهوم الذي كنت أقصده.. فهل يجوز لي أن أقاطعهما لأبتعد عن الكلام الذي يحكى عني والكره الذي شعرته منهما، وخاصة أني أشعر بأني لا أستطيع ذكر سيرتهما أو حبهما مثل الأول، وأحس أن ذهابي إليهم مجرد نفاق وليس حب، وأنا أشعر بالتأذي من كلام علي بالباطل وتحليل شخصيتي بعكس ما أنا عليه، وأنا حاولت أن أظهر لهما أني جيد ولكنهما بقيا على رأيهما في؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مما يجب على المسلمين القيام به امتثالا لأمر النبي صلى الله عليه وسلم: من رأى منكم منكراً فلغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه. وذلك أضعف الإيمان. رواه مسلم في صحيحه.

ولا فرق بين أن يكون المأمور بالمعروف أو المنهي عن المنكر أبا أو جداً أو غيرهما، وإن كان يجب في حال مخاطبة الآباء الحرص على الأدب وتخير الألفاظ اللينة تعظيماً لشأنهم ومكانتهم.

وعلى هذا، فإن كان قصدك بتغيير هذا المنكر الذي وجدت في بيت جدك مقصداً شرعياً فلا إثم عليك إن شاء الله تعالى في ردة الفعل الغاضبة من جديك.

لكن مع ذلك يجب عليك ألا تقابل ذلك بالهجر والقطيعة، بل حاول أن تشرح لهما قصدك، وأن تبذل جهداً في الاعتذار إليهما، وتوسيط كل من تراه مقبول الجاه عندهما حتى تفوز برضاهما عنك. ونوصيك بالصبر على أذيتهما، واحتساب الأجر في ذلك عند ربك سبحانه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني