الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كف الصبيان وإغلاق الأبواب

السؤال

يا فضيلة الشيخ كنت سمعت في شريط مع زوجي فيما معناه أن سيدنا محمدا صلى الله عليه وسلم أمر بإدخال الأطفال تقريبا وعلى حسب فهمي قرب صلاة المغرب وغلق باب المنزل وقد كنا متفقين علي ذلك وبعدها بفترة قرر زوجي بأنه يجب غلق حتى أبواب الغرف بناء علي الحديث النبوي الصراحة أنها أثارت ظنوني إلا أني تغلبت عليه وقد كنت تذكرت بأنه إذا ظن الإنسان ظن سوء لا يحقق وقد كنت نسيت غلق باب من الأبواب عند دخول المغرب فقالي لي (إيه ده) أنت تتحديني فعندما قال لي ذلك تأكدت الشكوك وهي أنه لا يريدني أن أتصرف في منزلي كيف أشاء ولكن يجب استشارته في كل شيء حتى طريقة تقصيف شعر صغيرتي إن قمت بتقصيفه بطريقة غير التي قالها تكون النتيجة غير طيبة قد تبدأ بسب و تف.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فننصح السائلة الكريمة بالابتعاد عن الظنون والشكوك في زوجها، لأن ذلك مما يعكر صفو الحياة الزوجية ويعرض الأسرة إلى التفكيك، والذي سمعته في الشريط مع زوجك ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ففي صحيح البخاري ومسلم وغيرهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا كان جنح الليل أو أمسيتم فكفوا صبيانكم فإن الشياطين تنتشر حينئذ، فإذا ذهبت ساعة الليل فخلوهم، وأغلقوا الأبواب، واذكروا اسم الله، فإن الشيطان لا يفتح بابا مغلقا. ومعنى جنح الليل: ظلامه، وقيل أول ما يظلم. ومعنى: فكفوا صبيانكم: أي ضموهم وامنعوهم من الانتشار.

وقد ذكر ابن الجوزي أن الحكمة في تخصيص الصبيان بهذا أن النجاسة التي تلوذ بها الشياطين موجودة معهم غالبا، والذكر الذي يحرز منهم مفقود من الصبيان غالبا، فلذلك خيف عليهم في تلك الساعة.

وعليه، فزوجك على صواب فيما أراده من حفظ الأولاد وتطبيق تعليمات رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأبعدي عنك الظنون والأوهام، وعلى زوجك هو الآخر أن يتصرف معك بلباقة ويحترم مشاعرك، ويعطيك المشاركة في تدبير أمور البيت، وينأى عن التأفيف والسب لتعم السعادة وتطيب العشرة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني