الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

لماذا خاف موسى عليه السلام من فرعون عند قتله للقبطي والحال أن موسى عليه السلام كان من خاصة فرعون ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلم نقف على خبر يفيد أن موسى عليه السلام كان من خاصة فرعون، وإنما المعروف في القصص أن امرأة فرعون هي التي كانت تحب موسى عليه السلام حبا فائقا، وأن فرعون قد هم ذات مرة بقتله بإشارة من بعض حاشيته، وصرفه الله عن ذلك. أخرج النسائي في سننه الكبرى وغيره من حديث سعيد بن جبير قال: ... قالت [يعني امرأة فرعون] لآتين فرعون فلينحلنه وليكرمنه فلما دخلت به عليه جعله في حجره فتناول موسى لحية فرعون فمدها إلى الأرض، قال الغواة من أعداء الله لفرعون: ألا ترى ما وعد الله إبراهيم نبيه إنه زعم أن يربك ويعلوك ويصرعك. فأرسل إلى الذباحين ليذبحوه، وذلك من الفتون ... فجاءت امرأة فرعون تسعى إلى فرعون فقالت: ما بدا لك في هذا الغلام الذي وهبته لي؟ فقال: ألا ترينه إنه يزعم سيصرعني ويعلوني قالت اجعل بيني وبينك أمرا يعرف فيه الحق، ائت بجمرتين ولؤلؤتين فقربهن إليه فإن بطش باللؤلؤ واجتنب الجمرتين عرفت أنه يعقل، وإن تناول الجمرتين ولم يرد اللؤلؤتين علمت أن أحدا لا يؤثر الجمرتين على اللؤلؤتين وهو يعقل. فقرب ذلك إليه فتناول الجمرتين فنزعوهما منه مخافة أن يحرقا يديه. فقالت المرأة: ألا ترى فصرفه الله عنه بعد ما كان قد هم به.

وسبب خوف موسى عليه السلام من فرعون أنه أخبر أن فرعون وملأه يريدون قتله عقوبة على قتله للقبطي. قال الله تعالى: وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ (20) فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ {القصص: 20-21}.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني