الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الرؤيا بعد الاستخارة

السؤال

ما هو الحكم في وجوب أو عدم وجوب تنفيذ رؤيا بعد صلاه الاستخارة متعلقة بموضوع صلاه الاستخارة نفسها ؟
هل يجب تنفيذ هذه الرؤيا سواء كانت رؤيا خير أو رؤية شر؟
ما يتعلق بي أني رأيت أني في مبنى عملي وان المبنى ينهار وان المياه تضرب المبنى بقوة والسيارات تمر بسرعة من حول المبنى على غير المعتاد في هذه المنطقة المزدحمة جدا وأن السماء مغيمة باللون الأحمر فوق المبنى وأنا بداخله أرى هذا .
وقد رأيت هذه الرؤيا قبل التحاقي بالعمل ولكن للأسف ظننت أن المبنى نفسه ليس جيدا فطلبت نقلي إلى إدارة أخرى خارج المبنى ولكن تابعه لنفس جهة العمل .
وبعد نقلي بقليل صليت صلاه استخارة أخرى لعملي أيضا ورأيت نفس الرؤيا تماما بالإضافة إلى أني أرويها للناس في منزلي ولا يصدقوني وهذا فعلا حالهم لم يصدقوني؟ فما تفسير هذه الرؤيا هل هي فعلا رؤيا شر في كل هذا العمل سواء بأي إدارة فيه؟
مع العلم أني ظللت طوال فترة العمل غير مستريح نفسيا وبعد مرور أشهر كثيرة قررت ترك العمل ولكن طبعا أعاني من مشاكل كثيرة مع عائلتي وذلك لرفضهم تركي العمل مما اضطرني لعدم إخبارهم باستقالتي منه ؟
فهل تصرفي هذا تصرف صحيح وهل جاء متأخرا أم مبكرا وهل هو نتيجة رؤيا الاستخارة أم لا ؟
وما الحكم إذا كنت مستمرا في العمل مع علمي برؤيا هذه الاستخارة ؟
مع ملاحظه أني من الناس الذين يمكن ترى كثيرا من رؤياها تتحقق بوضوح تام وبسرعة؟ فهل هذه نعمة جيدة من الله وهل إذا رأيت رؤيا مثل السابقة بدون استخارة فمن الأفضل أن آخذها في اعتباري وعدم تجاهلها؟
أفيدوني أفادكم الله وشكرا لكم

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا يلزم أن تكون الرؤيا المذكورة لها علاقة بالاستخارة، ولا يشترط لصحة الاستخارة أن يرى المستخير رؤيا بعدها، والراجح من أقوال العلماء أن المستخير لن يفعل بعد استخارته الصادقة المستوفية لشروطها إلا ما فيه خير له بغض النظر عما سيراه من رؤيا بعد الاستخارة، ولو رأى شيئا فإنه لا يبني عليه حكما عمليا دينيا أو دنيويا، وراجع في تفصيل ذلك الفتاوى التالية أرقامها: 11052، 18807، 47247، 34394، 1775.

فإن كان العمل الذي التحقت به خاليا من المخالفات الشرعية، فإننا ننصحك بطاعة عائلتك بعدم تركه وسحب استقالتك إن كان ذلك بإمكانك، وأن لا تلتفت لهذه الرؤيا، ويتأكد ذلك إن كنت تقصد بعائلتك والديك، لأن طاعة الوالدين واجبة ما لم تكن في معصية.

وقد أرشدنا النبي صلى الله عليه وسلم إلى كيفية التعامل مع الرؤيا السوء. فعن أبي سلمة قال: لقد كنت أرى الرؤيا فتمرضني حتى سمعت أبا قتادة يقول: وأنا كنت أرى الرؤيا فتمرضني حتى سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: الرؤيا الحسنة من الله فإذا رأى أحدكم ما يحب فلا يحدث به إلا من يحب، وإذا رأى ما يكره فليتعوذ بالله من شرها ومن شر الشيطان، وليتفل ثلاثا ولا يحدث بها أحدا، فإنها لن تضره. متفق عليه.

ونعتذر للأخ السائل عن تأويل رؤياه لأن الموقع غير متخصص في ذلك.

والله أعلم

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني