الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الداعي يستخدام ما يمكن من وسائل الإقناع بأسلوب رقيق

السؤال

هل يترتب علي إثم إذا لم أعد النصيحة لشخص ارتكب خطأ أمامي وأرشدته وأعاد الخطأ وذلك لأن الناس هذه الأيام يتضايقون من الإرشاد، فمثلا أخطأ شخص بفعله بدعة وحذرته وأعادها ثانية فهل يجب علي أن أعيد النصح مع العلم أنه ربما يكره الحديث معي من الأساس وأحيانا أحس بأن بعض الناس قد يتحاشون الحديث معي لاشتماله على نصح وإرشاد في أمور قد يمارسونها وهي محرمة بلا شك فإذا سكت شعرت بتأنيب الضمير وإذا تكلمت أندم أحيانا وأنا محتارة جدا وخصوصا أني في بداية التزامي مع العلم أني لا أتحدث إلا على ما أنا موقنة من صحة تحريمه وبدليل و شرح من مصادر موثوقة وبأدلة لفتاوي أجمع عليها كبار الأمة وكمثال يؤرقني أنه في بيت جدي في كل حجرة هناك صور وألعاب وأنا أعلم عن النهي عن الصلاة في أماكن فيها صور وأخشى أن لا تقبل صلاتي بها وأنا مضطرة للمبيت عندهم في أحيان كثيرة وإذا تكلمت قد ينتج هذا مشاحنات وأحيانا هناك من يعرف الحرام ويقوم به أو يستخف بالمحرمات فهل في هذه الحالة يجب علي التأكيد على تحريم هذه الأشياء أم أن أسكت كي لا أشعل البغض لأن الناس في هذه الأيام يصرون على المعاصي.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإنا نسأل الله أن يتقبل منك ويرزقك الاستقامة على الطاعة والالتزام بعدم الكلام فيما لم تتأكدي من صحته، ونفيدك بأن نصح المسلم لأخيه وإنكاره منكره بحسب الطاقة أمر متعين كلما تكرر من هذا الأخ حصول المعصية، وليكن ذلك برفق وحكمة ووعظ حسن مصحوب بما يرفق القلب ويلينه من نصوص الوحي التي ترهب من تلك المعصية. ومع استخدام ما أمكن من وسائل الإقناع وإيصال المعلومات بأسلوب شيق إلى ذلك الشخص، فليستخدم في ذلك وسيلة إعارة الشريط والرسائل المفيدة في ذلك مع استنصاح من يؤثر نصحه عليه ومع الدعاء له بالهداية. وعليك أن تحببي نفسك لأهلك بمخالقتهم بالأخلاق الطيبة والمعاملة الحسنة وخدمتهم والبشاشة في وجوههم والإحسان إليهم فإن الناس قد يتأثرون من أخلاق الشخص أكثر مما يتأثرون من كلامه. ونوصيك بعد إنكار منكر الصور في البيت أن تصبري عليهم حتى يخالط الإيمان القلوب ولا تفكري في تمزيقها قبل اقتناعهم لئلا يعيدوها ويسببوا لك بذلك مشكلة كبيرة. فقد صبر النبي صلى الله عليه وسلم على الأصنام الموجودة في البيت ولم يكسرها حتى جاءت الفرصة المناسبة يوم فتح مكة. وعليك بمواصلة طلب العلم وتلاوة القرآن ومطالعة كتب الحديث والسير ومصاحبة الأخوات الملتزمات وعدم مشاركة الناس في مجالس اللغو. واعلمي أن الداعي المخلص يجازيه الله ولو لم ينتفع المدعوون به كما حصل لبعض الأنبياء الذين لم يهتد بهم أحد كما في حديث الصحيحين المذكور في الفتوى رقم: 23872. وراجعي الفتاوى التالية أرقامها للمزيد في الموضوع، ولمعرفة حكم الصلاة في بيت فيه صور: 41016 ، 28894 ، 31365 ،64829 .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني