الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

جواز التعليم بالرسم لغير ذوات الأرواح

السؤال

هل صحيح أن الرسول (صلى الله عليه وسلم) كان يرسم الرسم التشكيلي
و لكم جزيل الشكر

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان أحسن الناس تعليما، كما في صحيح مسلم عن معاوية بن الحكم السلمي أنه قال في النبي صلى الله عليه وسلم: بأبي هو وأمي ما رأيت معلما قبله ولا بعده أحسن تعليما منه.

وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يوضح ما أراد للصحابة بأنواع الإيضاح المفهمة، فقد كان يرسم لهم بعض الأشياء للإيضاح.

ففي صحيح البخاري عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: خط النبي صلى الله عليه وسلم خطا مربعا وخط خطا في الوسط خارجا منه وخط خططا صغارا إلى هذا الذي في الوسط وقال: هذا الإنسان وهذا أجله قد أحاط به، وهذا الذي هو خارج أمله وهذه الخطط الصغار الأعراض فإن أخطأه هذا نهشه هذا، وإن أخطأه هذا نهشه هذا.

وروى ابن مسعود أيضا أن النبي صلى الله عليه وسلم خط خطا بيده ثم قال: هذا سبيل الله سنتي ثم خط عن يمينه وشماله ثم قال: هذه السبل ليس منه سبيل إلا عليه شيطان يدعو إليه، ثم قرأ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ . رواه أحمد والحاكم وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.

فقد وضح النبي صلى الله عليه وسلم الفكرتين في هذين الحديثين بالرسم في الأرض، فرسم في الأول شكلا هندسيا وهو المربع، فيفيد هذا جواز الرسم للإيضاح إذا لم يكن فيه رسم لذوات الأرواح، وأما رسم ذوات الأرواح فقد قدمنا الكلام عليه في الفتاوى التالية أرقامها: 28529، 4138، 14116، 22695، 581، 26392.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني