الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المشي إلى المساجد وكتابة الآثار

السؤال

هل هناك أجر بالنسبة للمشي إلى المسجد وهل بهذا علاقة بالآية الكريمة
بسم الله الرحمن الرحيم (ونكتب ما قدموا وآثارهم) فهل هذا يعنى أن هناك ملائكة تكتب خطوات المصلى إلى المسجد ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن المشي إلى المسجد مرغب فيه ترغيبا ثابتا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وورد عنه في ذلك أنواع من الأجور كما سبق توضيحه في الفتاوى التالية: 36854، 54777، 51633.

وقد بشر النبي صلى الله عليه وسلم الذين يمشون إلى المساجد في الظلم بالنور التام يوم القيامة ونص الحديث: بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة. رواه الترمذي وأبو داود وغيرهما، وقال الألباني: صحيح.

وقد ذكر الحافظ ابن كثير في تفسيره عند كلامه على هذه الآية من سورة يس تفسيرين، أحدهما: أن المراد بذلك آثار خطاهم إلى الطاعة أو المعصية.

قال ابن أبي نجيح وغيره عن مجاهد: ما قدموا أعمالهم وآثارهم يعني خطاهم.

وقال قتادة: لو كان الله عز وجل مغفلا شيئا من شأنك يا ابن آدم أغفل ما تعفى الرياح من هذه الآثار ولكن أحصى على ابن آدم أثره وعمله كله حتى أحصى هذا الأثر فيما هو من طاعة الله تعالى أو من معصيته، فمن استطاع منكم أن يكتب أثره في طاعة الله تعالى فليفعل.

قال ابن كثير: وقد وردت في هذا المعنى أحاديث وهذه الأحاديث هي المذكورة في الفتاوى المشار إليها أعلاه.

وبهذا يعلم الأخ السائل العلاقة بين الآية الكريمة والأحاديث في موضوع المشي إلى الصلاة ولم يذكروا هنا أن هناك ملائكة يكتبون الخطا لكن المعروف أن كل شخص موكل به من الملائكة من يكتب أعماله الصالحة وغيرها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني