الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا بأس بتأليف قلب الكافرة على الإسلام بوعدها بالزواج بها

السؤال

أنا مسلم وأعمل في كوريا وأنتم تعلمون أن الذي يريد أن يدخل الإسلام في الدول الأجنبية قليل جدا ومعي في العمل امرأة من تايلاند هي كبيرة عني في السن فأنا هنا في كوريا عندي أوراق وأنا أغريتها بأنها إذا أسلمت تزوجتها وأنشأت لها أوراقا مثلي، فهل هذا يجوز أم لا؟ وهل إن أسلمت من أجل الأوراق أو زواجي لها يكون إسلامها مقبولا؟ وهل لي أن أتكلم معها في هذا أم لا؟
وجزاكم الله خيراً عنا وعن جميع المسلمين.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالكلام مع الأجنبية إذا كان لغرض شرعي فلا حرج فيه، ولكنه يجب أن يظل في حدود الشرع، فلا تجوز معه الخلوة ولا الخضوع بالقول، ولا أي شيء يثير الفتنة.

ولا بأس بوعد هذه المرأة، وتأليف قلبها على الإسلام، بوعدها بالزواج بها، وإكسابها أوراق البلد المقيم فيه ونحو ذلك، وهذا من الـتأليف على الإسلام، وهو جائز، بل مندوب إليه، وتؤجر عليه إن شاء الله، لكن بشرط الوفاء معها في وعدك لها.

وإذا شهدت بشهادة الإسلام ودخلت في دين الله، فيجوز لك الزواج بها، حتى لو كان الدافع لها ما ذكرت، وأما عن قبول إسلامها أو عدمه فهذا أمر بينها وبين الله تعالى، لا يعلمه أحد سواه، فليس لنا إلا الظاهر، وأما السرائر فإلى الله، وأحكام الدين مبنية على الظواهر، فيجوز الزواج بها، وحكمها حكم المسلمين لها ما لهم وعليها ما عليهم، ما لم تأت بناقض من نواقض الإسلام.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني