الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رضى الأم عن ولدها قبل موتها

السؤال

توفي والدي وكنت العائل الوحيد لإخوتي وكنت أحب والدتي كثيرا حتى أنني لا أدخن السجارة أمامها وذهبت معي إلى الحج وسافرت بها إلى الخارج للعلاج وهي راضية عني إلى أبعد الحدود وحججت عن والدى وعند الأيام الأخيرة من عمر الوالدة رحمها الله كنت في يوم معصب ودار حديث بيننا وصرخت في وجهها وتألمت رحمها الله لهذا التصرف وأخذت بكل الطرق والتوسل حتى أنسيها ذلك التصرف إلا أن في نفسي أعتقد أنها غير راضية ومرضت بعد أيام وكانت علامات الفراق ولم أعرف تلك العلامات ونقلتها إلى المستشفى وهناك سحبتني وضمتني إلى صدرها وقلت لها لا تخافي أيام معدودة في المستشفي ونرجعك إلى البيت ولكن عندما أتيت في الصباح الباكر لزيارتها وجدتها رحمها الله قد انتقلت إلى جوار ربها ومن ذلك الوقت وأنا أتألم وأحاول أنسى ذلك الموقف ولكن لم أستطع وأقوم بالدعاء لها في كل صلاة بالمغفرة وأن يسامحها الله وأزور قبرها كل يوم جمعة إن أمكنني ربي وأتوسل إليها بأن تسامحني وأتصدق وأسمي تلك الصدقة باسمها واسم والدى رحمهما الله وباسم جميع المسلمين وغير ذلك من أعمال الخير راجيا من الله أن يغفر لي تلك الخطيئة ولكن الحسرة والألم لا زالا يلازماني بالله عليكم استسمحوا لي بأن ألتجئ إلى الله وإليكم ماذا أفعل حتى ترضى عني رحمها الله حتى أنني أخشى أن أسمع كلمة ربي قائلها (فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما) صدق العظيم الجليل وغفر الله لي ولكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يرحم والدتك وأن يقبل توبتك، هذا وإن الذي نظنه أن أمك قد ماتت راضية عنك، فقد رأت مدى ألمك وندمك على خطئك في حقها، ورأت بذلك لغاية الجهد في إرضائها، ثم إنها ليلة موتها قد ضمتك إلى صدرها، كل ذلك قرائن تدل على أنها قد سامحتك فثق بالله وأحسن الظن بربك.

وانظر بعض رسائل بر الوالدين بعد موتهما في الفتوى رقم: 33828.

هذا، واعلم أن شرب الدخان حرام، والواجب عليك التوبة والإقلاع عنه، وانظر الفتوى رقم: 1819.

واعلم كذلك أنه لا يجوز أن تقول في سؤالك: ألتجيء إلى الله وإليكم. وانظر الفتوى رقم: 10578.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني