الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تطهير السيارة إذا مسها الكلب

السؤال

هل إذا صعد كلب فوق سيارتي تكون سيارتي قد تنجست ؟ وما السبيل لتطهيرها ؟وما حكم أنني كنت أسير في الشارع فتنجست قدمي بماء مجاري ولكنني ظننتها في البداية ماء طاهرا ثم دخلت وصليت في مسجد كبير جامع وقدمي كانت مازالت مبلولة فنجست كل مكان بسجاد المسجد ثم بعد ذلك عند العودة تيقنت من أنها ماء مجاري فما العمل بالنسبة لسجاد المسجد المتنجس علما بأن هذا المسجد بعيد عن بيتي ولا أجرؤ أن أخبر أحدا بهذا من إدارة المسجد ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإذا كان الكلب المذكور قد لمس سيارتك ببدنه وشعره فقط ولم يصبها شيء من بوله وريقه فإنها لا تتنجس . وإذا كان لمسها ببعض ريقه أو بوله أو رجيعه فقد تنجس ذلك الموضع، ومن أراد تطهيره فليغسله سبع مرات إحداهن بالتراب أو ما يقوم مقامه من صابون وأشنان . وراجع الفتوى رقم : 4993 ، والفتوى رقم : 15786 .

وإذا تحققت من كونك قد وضعت رجلك على فراش المسجد وهي ما زالت مبللة بالنجاسة المتيقنة فقد تنجس ذلك الموضع الذي أصابته النجاسة فقط، وبإمكانك أنت بنفسك تطهير ذلك الموضع بصب الماء الطهور عليه . وإن التبس موضع النجاسة فلا يطهر الفراش إلا بغسل جميعه وراجع الفتوى رقم : 35948 .

ولا يجوز السكوت على هذا الأمر خوفاً من المشرفين على أمر المسجد فيمكنك أن تبين لهم الأمر إذا لم يمكنك تطهير النجاسة بنفسك . وانطلاقا من كلامك فإنك قد صليت بالنجاسة جاهلاً، وهذه المسألة محل خلاف بين أهل العلم، واختار شيخ الإسلام ابن تيمية في هذه الحالة صحة الصلاة وعدم الإعادة، وتفصيل هذه المسألة سبق في الفتوى رقم : 6115 .

وإن كان هذا الذي تذكره انطلاقاً من وساوس تجدها في نفسك فينبغي لك الإعراض عنها وعدم الاسترسال فيها لما يترتب على ذلك من ضرر على المسلم في دينه أو بدنه، وبالتالي فلا تلتفت إلى الوساوس والأوهام فإن أنفع دواء لها هو الإعراض عنها جملة . وللفائدة راجع الفتوى رقم : 3086 .

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني