الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

أنا لا أكلم أخي وأعلم أني قد آثم على ذلك:
سأعرفك على شخصية أخي والأسباب التي جعلتني لا أخاصمه لعدة سنوات و من ثم أني راجية منك أشد الرجاء أن تدرس السؤال بتعمق و الرد عليه بسرعة: علما...أني مرتاحة أني لا أكلمه
أولا: شخصية أخي:-
1- تارك الصلاة .علما أنه حافظ القرآن و يسمع تفاسير عظماء العلماء مثل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله وأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
2-عاق لوالديه :أبكى أمي عدة مرات وأبكى أبي مرة مع العلم أن أبي لم يبك من قبل. دموع الحزن تنهمر من عين والدي بسببه
3-يغتاب في ظهر الغيب . أي يستهزئ من الناس شكلا وأفعالا ويتظاهر أمامهم أنه أشد الاحترام مع العلم أنه معروف بين الأقارب بالطيبة واللين.
4-قاسي المعاملة مع الإخوان الصغار وأخواتي.
ثانيا: أسباب الخصومة:-
1-الضرب والإيذاء بالرغم أني فتاة لا أقدر ولا أتحمل ضربني .
2-لا أحمل أي غل وحقد عليه وإخواني وأخواتي يتعجبن مني عندما أساعده وهو مضطر. مثلا عندما يحتاج المال أعطيه كل ما أملك ومن ثم أسأل أبي إن احتجت أنا ..أختي قالت لي أنت مظلومة وأعطيته 10.000 ليتزوج..يا شيخ و الله إني أنصره في ظهر الغيب أي لا أغتابه ولا أحقد عليه بل أحبه كباقي الإخوة ولكني عندما أرى إخواني يكلمونه أنهم يتأذون منه ولا يحتملونه..لأنه شاذ ويتكلم كلام المجانين وليس كالعاقل...إني أخبرك يا شيخ بكل شيء حتى تفيدني بالصواب..
بالإضافة هو يراني و يرى أخواتي بنظرة الشهوة والعياذ بالله..كما أنه كان يطلب من أختي التي تبلغ من العمر 12 تقبيله والله إني أخجل أن أتكلم بهذا الحديث ...
أخيرا أود أن أخبرك أني قرأت فقط دعاء الاستخارة قبل النوم ولم أصل . حلمت أنه يؤذيني.
فصليت صلاة الاستخارة اليوم التالي ولم أجد شيئا في الحلم. ولا أذكر كيف كانت نفسيتي كيف كانت عندما استيقظت...
إني محتاجة للرد ...يا شيخ لأعلم ما هو الحق من الباطل.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن ترك الصلاة، وعقوق الوالدين، والنظر إلى المحارم بشهوة، والغيبة كل ذلك من كبائر الذنوب، بل ذهب بعض العلماء إلى أن ترك الصلاة كفر أكبر مخرج من الملة، فينبغي لكم نصح أخيكم الواقع في هذه المعاصي وتذكيره بالله وتخويفه من عقابه، وإن كان لا يقبل منكم فعن طريق من ترونه يحترمه ويسمع كلامه، وبطريق شريط وكتيب إسلامي، يوضع له في غرفته أو سيارته، يتحدث عن هذه المواضيع، وإن كان يعاني من مرض نفسي أو عقلي ، فينبغي عرضه على أهل الاختصاص في الأمراض النفسية والعقلية، وطلب الدواء له، والقراءة عليه عند من يحسن قراءة القرآن على المرضى من أهل الصلاح والتقوى، وإن كان ينظر إلى المحارم بشهوة ويلمسهن بشهوة فيجب الاحتجاب عنه.

ولا بأس باجتنابه لاتقاء شره من غير قطيعة، فله حق الصلة، ولا بأس بأدنى الوصل، من السلام والكلام، إلا إذا كان في هجره مصلحة، كأن يرتدع بذلك عن أفعاله القبيحة فلا بأس بهجره، قال شيخ الإسلام في الفتاوى الكبرى 3/19: وكل من أظهر الكبائر فإنه تسوغ عقوبته بالهجر وغيره ممن في هجره مصلحة له راجحة، فتحصل المصالح الشرعية في ذلك بحسب الإمكان. انتهى.

والله نسأل أن يشفيه، وأن يهديه، إلى رشده ويقيه شر نفسه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني