الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مجالسة تاركي الصلاة السابين لربهم

السؤال

أعيش حالياً في إحدى البلدان العربية بداعي الدراسة وبعض الأحيان أسمع عبارات من بعض الشباب هدانا الله وإياهم تصل إلى درجة سب الذات الإلهية وأصبحت هذه العبارات أسمعها بشكل متكرر وهي لا تطاق أضف ما إلى ذلك من ترك غالبية هؤلاء الشباب للصلاة، حيث يكونون عند باب المسجد ولا يبالون بالصلاة حتى أنها في ذلك البلد ظاهرة طبيعية وغير مستنكرة، فهل من توجيه لي في التعامل مع هذا الوضع حيث إني أحيانا أخاف أن يخسف الله بنا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فسب الذات الإلهية كفر مخرج من الملة والعياذ بالله، وكنا قد بينا ذلك من قبل، فلك أن تراجع فيه فتوانا رقم: 9880.

والله عز وجل قد توعد الذين يتهاونون بأمر الصلاة بالعذاب الشديد، فقال جل شأنه: فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا * إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا {مريم:59-60}, والغي: الهلاك عافانا الله من ذلك.

وقال سبحانه: فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ* الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ {الماعون:4-5}، وهذا في الذين يؤخرونها عن أوقاتها فكيف بتاركها وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر.

والذي ننصحك به حيال هذا الوضع هو محاولة توجيه أولئك الشباب وإرشادهم بالرفق والحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن، ففي سنن أبي داود والترمذي من حديث أبي بكر الصديق رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الناس إذا رأو الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك الله أن يعمهم بعقاب.

وإذا عجز المسلم عن إنكار المنكر فلا يجوز له الجلوس مع أهله لغير ضرورة لأن حاضر المنكر باختياره لغير ضرورة مثل فاعله، كما دل عليه قول الله تعالى: وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللّهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِّثْلُهُمْ {النساء:140}، ونسأل الله أن يهدي شباب المسلمين وشيوخهم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني