الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مراجعة دروس الكلية في المسجد

السؤال

بسم الله.. هل يجوز لنا أن ندرس ما نقرأه في الكلية في المسجد؟ وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فوظائف المسجد جاءت منصوصة في السنة المطهرة. روى الإمام مسلم من حديث أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في شأن المساجد: إنما هي لذكر الله عز وجل والصلاة وقراءة القرآن. قال في عون المعبود: بل بنيت لذكر الله والصلاة والعلم والمذاكرة في الخير ونحوها.

وفي التاج والإكليل للمواق: ابن عرفة: أما تعليم الصبيان في المسجد فروى ابن القاسم: إن بلغ الصبي مبلغ الأدب فلا بأس أن يؤتى به المسجد, وإن كان صغيرا لا يقر فيه ويعبث فلا أحب ذلك. وروى سحنون: لا يجوز تعليمهم فيه; لأنهم لا يتحفظون من النجاسة.

وقال الهيتمي في الفتاوى الفقهية الكبرى، بعد ذكر إباحة التعليم في المسجد: ... هذا كله حيث كان المتعلمون مميزين، يؤمن منهم تنجيس المسجد وتقذيره، وعدم التشويش على المصلين. فإن كان فيهم غير مميزين لا يؤمن تنجيسهم أو تقذيرهم له حرم على المعلم إدخالهم...

وبناء على هذا، فإذا كان ما يدرس في الكلية غير مخالف لتعاليم الإسلام، وكان المتعلمون يتمسكون بآداب المسجد، من تجنيبه النجاسات والأقذار ورفع الصوت والتشويش على المصلين، فلا نرى مانعا من مراجعة دروس الكلية فيه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني