الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

فضل دعاء كفارة المجلس

السؤال

يقو ل النبي صلى الله عليه وسلم مامعناه أن من كثر لغطه فى مجلس ثم قال "سبحانك اللهم وبحمدك .."غفر له ماكان فى مجلسه ذلك من لغط فهل يغفر كل الذنوب المرتكبة بالقول والفعل؟ كمن يشاهد المسلسلات وعند انتهاء المسلسل يقول الدعاء ؟
وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالحديث الذي أشرت إليه ذكره الإمام أحمد في مسنده والترمذي في سننه ولفظ رواية الترمذي : من جلس في مجلس فكثر فيه لغطه فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك : سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك، إلا غفر له ما كان في مجلسه ذلك . وصححه الشيخ الألباني .

قال المباركفوري في تحفة الأحوذي : قوله فكثر بضم الثاء، لغطه بفتحتين أي تكلم بما فيه إثم لقوله غفر له ، وقال الطيبي: اللغط بالتحريك الصوت والمراد به الهزء من القول وما لا طائل تحته فكأنه مجرد الصوت العري عن المعنى فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك : سبحانك اللهم وبحمدك ولعله مقتبس من قوله تعالى : وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ {الطور: 48 } انتهى

ولم نجد في كلام أهل العلم ما يدل على تخصيص هذه المغفرة بالأقوال دون الأفعال ولا شمولها لها ، ولكن الذي تقتضيه سعة رحمة الله وعموم عفوه وتفضله أن طلب المغفرة والتوبة المشتمل عليهما هذا الذكر يعمان الأقوال والأفعال إذا استحضر الشخص ذلك، فإن رحمة الله واسعة وعفوه لا يتعاظمه شيء ، لكن فائدة هذا الدعاء لا ينبغي أن تكون مبررا لإقدام الشخص على ما شاء من منكرات ومخالفات شرعية، ثم يختم بهذا الدعاء، فهذا دليل على أن ذلك الشخص مصر على تلك المعاصي وأن توبته غير صادقة لعدم توفر شروطها المذكورة في الفتوى رقم : 5450 ، وعدم التوبة من الصغائر مع الإصرار عليها يحولها إلى كبائر. وراجع التفصيل في الفتاوى التالية أرقامها : 26042 ، 41298 ، 54169 .

ومن الجدير التنبيه عليه حرمة مشاهدة المسلسلات المشتملة على أمر محرم كالنظر إلى عورات الرجال أو النساء، أو سماع ما يحرم سماعه، فالواجب البعد عن ذلك لما فيه من مخاطر على المسلم في دينه ودنياه . وللمزيد عن هذا الموضوع راجع الفتاوى التالية أرقامها : 1886 ، 1791 ، 7571 .

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني