الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الأكل مع غير المسلم ، ومما طبخه الكافر

السؤال

1- ما حكم طبخ الكافر (الذي ليس دينه من أحد الأديان السماوية) للمسلم, وكانت المواد المستخدمة في الطبخ من الخضروات واللحم حلال.
2- أنا طالب أدرس في ماليزيا وماليزيا بلد مسلم ولكن به الكثير من الأديان المختلفة وغير السماوية. وأنا معي الكثير من الطلبة أديانهم غير سماوية ومنهم لا دين له. هل يجوز لي الأكل منهم أو معهم سواء في المطعم أو إذا هم طبخوا؟ وما الحكم في ذلك.
وجزاكم الله ألف خير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا مانع شرعا من تناول المسلم لما حضره غير المسلم من طعام إذا كان محضرا من مواد حلال كما أشار السائل الكريم، فيجوز أكل ما طبخه الكافر ولو كان من غير أهل الكتاب، كما تجوز الصلاة في ثياب نسجها، واستعمال الأشياء التي صنعها إذا كانت مباحة، فالعبرة هنا بديانة المذكي إذا كان في الطعام لحم تتوقف حليته على الذكاة الشرعية, أما الأكل من طعام الطلبة غير المسلمين فإن كانوا أهل كتاب (يهود أو نصارى) فلا مانع منه شرعا ما لم يكن فيه ما هو حرام كلحم الخنزير أو الميتة، لقوله تعالى: وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ {المائدة: 5}.

أما غير أهل الكتاب فإن كان من طعامهم لحم ذبحوه بأنفسهم لم يذبحه مسلم ولا كتابي فإنه لا يجوز الأكل من طعامهم, وإن كان طعامهم من المباح فلا مانع من الأكل منه, وإن كان الأحوط للمسلم تجنب الأكل من طعام الجميع ما لم يكن في ذلك حرج لعدم تحفظهم من الحرام.

وأما الأكل معهم في المطعم فلا مانع منه ولو كان الطباخ غير مسلم ما دامت المواد التي حضر منها الطعام حلالا -كما سبق- فلا عبرة بدين من حضر الطعام، وإنما العبرة بالمواد التي حضر منها الطعام.

وللمزيد من الفائدة والتفصيل نرجو الاطلاع على الفتويين: 26282 ، 49828.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني