الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحاديث في الأذكار منها الصحيح ومنها دون ذلك

السؤال

أرجو أن توضحوا صحة هذه الأحاديث من عدمها، حيث إنها تنتشر بكثرة في رسائل البريد الإلكتروني، وجزيتم الجنة.
(( 1 ) عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من سبح الله تعالى دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين، وحمد الله ثلاثا وثلاثين، وكبر الله ثلاثا وثلاثين، وقال تمام المائة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. غفرت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر).
(( 2 )) وعنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قال إذا أصبح مائة مرة وإذا أمسى مائة مرة: سبحان الله وبحمده، غفرت ذنوبه وإن كانت أكثر من زبد البحر).
(( 3 )) عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما على الأرض أحد يقول: لا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، إلا كفرت ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر). يعنى التحقق بذلك.
(( 4 )) عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من سبح الله تعالى دبر كل صلاة مكتوبة مائة مرة، وهلل مائة مرة، وكبر مائة مرة، غفرت ذنوبه ولو كانت أكثر من زبد البحر).
(( 5 )) وعنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من سبح الله دبر صلاة الغداة مائة تسبيحة، وهلل مائة تهليلة، وكبر مائة تكبيرة، غفرت ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر).
(( 6 )) وعنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( من قال حين يأوي إلى فراشه: لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، سبحان الله والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، غفرت ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر. أو قال: أكثر من زبد البحر).
(( 7 )) عن معاذ بن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من قعد في مصلاه حين ينصرف من صلاة الصبح حتى يصلي ركعتي الضحى لا يقول إلا خيرا، غفرت له خطاياه، وإن كانت أكثر من زبد البحر).
(( 8 )) عن معاذ بن جبل قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من قال بعد الفجر ثلاث مرات، وبعد العصر ثلاث مرات: أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه، كفرت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر).
(( 9 )) عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من حافظ على صلاة الضحى غفرت ذنوبه ولو كانت أكثر من زبد البحر).
(( 10 )) عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما على وجه الأرض رجل يقول: لا إله إلا الله، والحمد لله، ولا حول ولا قوة إلا بالله، إلا كفرت عنه ذنوبه ولو كانت أكثر من زبد البحر).
(( 11 )) عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما من عبد يقول عند رد الله روحه: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، إلا غفر الله له ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر).
رد الروح : الصحو من النوم. أخرجه ابن ماجه،
(( 12 )) عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( من قال صبيحة يوم الجمعة قبل صلاة الغداة: أستغفر الله العظيم لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه، ثلاث مرات، غفرت ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر).أخرجه ابن السني، والطبراني في الأوسط، ولم يذكر الحي القيوم وقال: وإن كانت.
(( 13 )) عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قال حين يأوي إلى فراشه: أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه، غفر الله له ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر، وإن كانت عدد النجوم، وإن كانت عدد رمل عالج، وإن كانت عدد أيام الدنيا).
عالج : رمال بين فيد والقريات على طريق مكة.
(( 14 )) عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قال: سبحان الله وبحمده، في كل يوم مائة مرة، حطت خطاياه، وإن كانت مثل زبد البحر).
(( 15 )) عن محمد بن عمار بن ياسر قال: رأيت عمار بن ياسر يصلي بعد المغرب ست ركعات وقال:رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى بعد المغرب ست ركعات وقال: (من صلى بعد المغرب ست ركعات حطت ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر).
(( 16 )) عن سلمان الفارسي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن المسلم إذا لقي أخاه فأخذ بيده تحاتت ذنوبهما كما يتحات الورق عن الشجرة اليابسة في يوم ريح عاصف، وغفر لهما ولو كانت ذنوبهما مثل زبد البحر).
تحاتت: سقطت.
(( 17 )) عن أبي ذر الغفاري قال: كلمات من ذكرهن مائة مرة دبر كل صلاة: (الله أكبر، وسبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله وحده لا شريك له، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، ثم لو كانت ذنوبه مثل زبد البحر لمحتهن).

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فأما الحديث الأول فهو صحيح أخرجه مسلم وغيره، ولفظه عند مسلم: من سبح الله في دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين، وحمد الله ثلاثا وثلاثين، وكبر الله ثلاثا وثلاثين، فتلك تسعة وتسعون، وقال تمام المائة..إلخ.

والثاني أخرجه الحاكم في مستدركه وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، وصححه الألباني.

والثالث رواه الترمذي وقال: حديث حسن، ولفظه عنده بدون "العلي العظيم "

والرابع أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة كما ذكر المزي في تهذيب الكمال، وقال الشيخ الألباني في السلسلة الضعيفة: منكر.

والخامس أخرجه النسائي بلفظ: من سبح في دبر كل صلاة الغداة مائة تسبيحة، وهلل مائة تهليلة، غفر له ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر. وصححه الألباني.

والسادس أخرجه ابن حبان في صحيحه ولفظه عنده: من قال حين يأوي إلى فراشه: لا اله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا حول ولا قوة إلا بالله، سبحان الله والحمد لله ولا اله إلا الله والله أكبر غفر الله ذنوبه أو خطاياه -شك مسعر- وان كان مثل زبد البحر.

والسابع رواه أبو داوود بلفظ : يسبح ركعتي الضحى بدل يصلي. وضعفه الألباني.

والثامن ذكره ابن السني في عمل اليوم والليلة، والديلمي في الفردوس بمأثور الخطاب بلفظ: كفرت عنه ذنوبه بدل خطاياه.

والتاسع أخرجه الترمذي والنسائي بلفظ : شفعة الضحى، وضعفه الألباني.

والعاشر لم نقف عليه بهذا اللفظ.

والحادي عشر ذكره ابن السني في عمل اليوم والليلة، وعلاء الدين في كنز العمال.

والثاني عشر ذكره ابن السني أيضا وكذا علاء الدين بلفظ: غفر الله ذنوبه ولو كانت أكثر من زبد البحر. وقال: في سنده خصيب بن عبد الرحمن الجزري ضعفه أحمد ووثقه ابن معين.

والثالث عشر أخرجه الترمذي ولفظه عنده: من قال حين يأوي إلى فراشه: أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه ثلاث مرات غفر الله ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر، وإن كانت عدد ورق الشجر، وإن كانت عدد رمل عالج، وإن كانت عدد أيام الدنيا. وضعفه الألباني.

والرابع عشر أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما بلفظ : في يوم مائة مرة بدل كل يوم، وعند مسلم ضمن حديث طويل بلفظ : ولو كانت مثل زبد..بدل وإن كانت.

والخامس عشر رواه الطبراني بلفظ : غفرت بدل حطت، وضعفه الألباني.

والسادس عشر ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد وقال: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير سالم بن غيلان وهو ثقة.

والسابع عشر أخرجه أحمد في مسنده وضعفه شعيب الأرناؤوط لضعف ابن لهيعة، وهذا آخر تلك الأحاديث.

وننبهك أيها الأخ الكريم إلى أن ما كان من تلك الأحاديث ضعيفا فإن العمل به جائز لكونه في فضائل الأعمال ما لم يكن ضعفه شديدا مع ما ذكر من شروط أخرى لجواز العمل بالضعيف بيناها في الفتويين رقم: 13202، 19651.

وللاستزادة انظر الفتاوى ذات الأرقام التالية: 42164 ، 35558، 66292، 60185، 50302. نسال الله تعالى لك التوفيق والسداد إنه سميع مجيب.

والله أعلم

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني