الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نصح الوالدين إذا أشرفا على الطلاق بغير بأس

السؤال

أنا فتاة في الثالثة عشرة، طول عمري لم يتشاجر أبي وأمي أبداً، وفي الأيام الأخيرة صارا يتشاجران وكثيراً على أسباب تافهة، وفي المرة الأخيرة تركت أمي المنزل وصارحتني أنها ستطلب منه الطلاق، وذلك لسبب غير مقنع، أنا أريد أن أكلم أمي وأبي ولا أعرف ماذا أفعل، فأرجو الإجابة في أسرع وقت؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالطلاق أبغض الحلال إلى الله، ويحرم على الزوجة طلبه لغير عذر شرعي، وينبغي للزوجين أن يحلا مشاكلهما الزوجية، بوسائل الحل الأخرى غير الطلاق، ومن ذلك التحاور بين الزوجين، والاستعانة بأهل الصلاح والرأي، والله تعالى يقول: وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُواْ حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلاَحًا يُوَفِّقِ اللّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا {النساء:35}، فلا يلجأ إلى الطلاق إلا بعد استنفاد كل وسائل الإصلاح.

أما أنت أيتها الأخت الفاضلة فينبغي لك نصح والدتك وتحذيرها من طلب الطلاق لغير ما بأس وإخبارها أنه لا يجوز، ففي الحديث: أيما امرأة سألت زوجها طلاقاً من غير بأس فحرام عليها رائحة الجنة. رواه الترمذي وأبو داود.

كما ينبغي لك نصح والدك بأن يتقي الله فيك وفي إخوانك إن كان لك إخوة، فإن الطلاق معناه تشتت الأسرة، وتشرد العائلة، نسأل الله أن يعافيكم والمسلمين من ذلك، فإذا لم تستطيعي أن تنصحيهما مشاقهة، فبإمكانك أن توجهي لذلك من ترينه أهلاً لذلك ممن هو مسموع الكلمة عندهما من خال أو عم أو غيرهما، أو تكتبي بذلك إليهما.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني