الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

دعوة غير المسلم على طعام الإفطار في رمضان

السؤال

ما حكم دعوة مسيحي للفطور في رمضان الكريم ؟
جزاكم الله ألف خير .

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن دعوة الكافر للطعام إن كان صاحبها يريد بها هدايته ودعوته للاسلام وتأليف قلبه فهي مشروعة لما فيها من السعي في هداية الناس للإيمان، ولعله إن شاء الله يكون من الإنفاق في سبيل الله، وتشرع كذلك إن كان الكافر ضيفا أو محتاجا لأن البر والإحسان إلى الكافر غير المحارب مباح مع ترك مودته وموالاته، فقد قال الله تعالى : لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ {الممتحنة: 7 } وأما إن كان لا يأمل هدايته ولا ينويها أصلا، ولم يكن الكافر محتاجا فعليه أن يترك دعوته ويؤثر بهذا الطعام غيره من الأرحام ومن المسلمين المحتاجين ويدل لهذا ما في الحديث : لا تصاحب إلا مؤمنا، ولا يأكل طعامك إلا تقي . رواه أبو داود ، وفي حديث الترمذي : الصدقة على المسكين صدقة، وهي على الرحم ثنتان؛ صدقة وصلة . ويدل له أيضا أن الفقهاء عللوا ترك السلام عليه ابتداء لما فيه من إعزازه وتكريمه ومؤانسته، ولا شك أن في دعوته للطعام نوعا من التكريم والمؤانسة. وراجع الفتاوى التالية أرقامها : 45297 ، 32258 ، 23135 ، 59983 ، 56071 ، 45735 ، 23823 .

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني