الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السبب الذي لأجله طلب يوسف عليه السلام الولاية

السؤال

كيف وازن نبي الله يوسف(عليه السلام) بين المصلحة والمفسدة عند تعرضه لهما؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد آثر يوسف عليه السلام المصلحة العامة عندما سأل العزيز أن يوليه ويجعله على خزائن الأرض.

فقد نهى الشرع عن طلب تولية الإمارة في أحاديث صحيحة في مسلم وغيره، ولكن يوسف عليه السلام وازن بين المصلحة والمفسدة لأنه علم أن لا أحد يقوم بها مقامه في العدل والإصلاح، قال القرطبي في تفسيره الجامع لأحكام القرآن: إنما طلب الولاية لأنه علم أنه لا أحد يقوم مقامه في العدل والإصلاح وتوصيل الحقوق إلى أهلها فرأى أن ذلك فرض متعين عليه وهكذا الحكم اليوم لو علم إنسان من نفسه أنه يقوم بالحق في القضاء أو الحسبة ولم يكن هناك من يصلح ولا يقوم مقامه لتعين ذلك عليه ووجب أن يتولاها ويسأل ذلك ويخبر بصفاته التي يستحقها به من العلم والكفاية كما قال يوسف عليه السلام.

وقال ابن العربي في الأحكام: لم يقل إني حسيب كريم .....وإنما قال: إني حفيظ عليم، سألها بالحفظ والعلم لا بالحسب والجمال، وسأل ذلك ليوصل الحقوق إلى الفقراء لا لحظ نفسه ورأى أن ذلك فرض عليه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني