الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية نصيحة المدمن على الخمر

السؤال

كيف أرد مدمناً على الخمر إلى الطريق المستقيم؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا ريب أن نصيحة المسلم لأخيه المسلم وزجره عند اقتراف المعاصي واجب شرعي، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: الدين النصيحة. رواه مسلم، وقال أيضاً: من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان. والطريقة التي ينصح بها مدمن الخمر وينقذ بها من المعصية نلخصها فيما يلي:

أولاً: النصيحة له ببيان أن شرب الخمر كبيرة من الكبائر وأنه يجب البعد عنها واجتنابها لقول الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ {المائدة:90}، وتذكر له بعض الأحاديث التي جاء فيها الوعيد الشديد لشارب الخمر مثل قوله صلى الله عليه وسلم: وإن على الله عهداً لمن شرب المسكر أن يسقيه من طينة الخبال، قالوا: يا رسول الله وما طينة الخبال؟! قال: عرق أهل النار، أو عصارة أهل النار. رواه مسلم والنسائي.

وأن شارب الخمر لا تقبل له صلاة أربعين يوماً لقول النبي صلى الله عليه وسلم: من شرب الخمر لم تقبل له صلاة أربعين صباحاً..... فإن عاد في الرابعة لم يقبل الله صلاة أربعين صباحاً فإن تاب لم يتب الله عليه وسقاه من نهر الخبال. أخرجه الترمذي.

ثانياً: تحذيره من رفقاء السوء فإنهم السبب الرئيس في إضلال العبد وإغوائه وإيقاعه في المحرمات، فهم أبالسة في صورة الإنس.

ثالثاً: تذكيره بالموت وأن الموت قد يأتي بغتة، بل قد يأتيه وهو في حالة سكره والعياذ بالله، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من مات على شيء بعثه الله عليه. رواه أحمد، فكيف يكون مصيره لو لقي ربه على سوء خاتمة.

رابعاً: الدعاء له بالهداية لعل الله سبحانه وتعالى أن يشرح صدره ويتوب عليه.

خامساً: الاستعانة على نصحه بمن له تأثير عليه من أقاربه أو أصدقائه.

سادساً: إعطاؤه بعض الأشرطة الإسلامية التي تتحدث عن شرب الخمر وفيها مواعظ زاجرة، وكذلك إعطاؤه بعض الكتب أو المطويات التي تتناول موضوع الخمر وسبل الوقاية أو التوبة منه ومضارها الدنيوية والأخروية، وليكن ذلك كله بحكمة ورفق، وبعد ذلك كله فليعلم الناصح أن الهداية بيد الله تعالى، يهدي من يشاء فضلاً، ويضل من يشاء عدلاً.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني