الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هجر الزوجة بين الحرمة والإباحة

السؤال

هل يحق للزوج أن ينام في غرفة نوم ثانية عند حدوث خلاف بينه وبين زوجته لأسباب صغيرة أو كبيرة وخاصة بأنها أصبحت متكررة خلال عام ونصف من الزواج ؟ وهل يحق للزوجة عمل ذلك عند حدوث الخلاف؟ مع العلم أن ذلك التصرف يزيد من الجفاء والبعد من قبلي أنا الزوجة وأحيانا أفضل ذلك لراحتي النفسية..أريد نصيحة لزوجي لكي لا تصبح عادة سيئة وتكون نتائجها أسوأ مما هو عليه وتصبح رغبتي أنا بدلا من زوجي؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن هجر الزوج لزوجته لغير مبرر حرام لا يجوز؛ كما سبق في الفتوى رقم : 12969 ، وأما إن كان الهجر بسبب نشوزها فهو حينئذ نوع من أنواع العلاج، ولكن لا ينبغي المصير إليه إلا إذا عجز عن إصلاحها بالكلمة الطيبة والنصيحة والموعظة، فإذا فعل ذلك ولم تستجب له زوجته فله حينئذ أن يهجرها في مضجعها أي مكان نومها بأن يوليها ظهره، ولا مانع من نومه في غرفة أخرى؛ كما سبق في الفتوى رقم : 62239 ، وإن كان الأولى هو أن يكون الهجر في نفس الفراش ، ويحرم على الزوجة أيضا أن تهجر زوجها، بل الأمر في حقها أشد لما للزوج من عظيم الحق على زوجته، ويكفي في ذلك قوله صلى الله عليه وسلم : لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها . وهو في الصحيح.

وعلى الزوجة أن تلين مع زوجها وتسعى في رضاه ما لم يأمرها بمعصية الله تعالى، وأن لا تبادل الجفاء بالجفاء والقسوة بالقسوة، ولا يمكن للحياة الزوجية أن تقوم إلا على أساس التفاهم والمودة، وأن يسعى كل طرف في القيام بحقوق الآخر ويتساهل في حقوق نفسه .

ونوصي الزوج بالإحسان إلى زوجته والقيام بحقوقها وحسن معاملتها واحترامها ومراعاة مشاعرها والحفاظ على الود والرحمة التي جعلها الله بينهما. قال تعالى: وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً {الروم: 21} ومعاشرتها بالمعروف قال تعالى: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ {النساء: 19} وإكرامها فإن إكرام المرأة دليل على الكرم والنبل، وإهانتها دليل على الخسة واللؤم، فما أكرم النساء إلا كريم، وما أهانهن إلا لئيم .

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني