الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تغيير المنكر بالرفق لا بالتهديد والعنف

السؤال

كل عام وأنتم بخير.....أنا شاب ملتح وملتزم على قدر جهدي واستطاعتي ولكن لي أخت تصغرني بعامين ترتدي الملابس الضيقة والملفتة حاولت نصحها باللين والرفق كثيرا كثيرا ولم تستجب استمرت محاولاتي معها لأكثر من عامين ولكن بعد أن نفد صبري قررت التحول للأسلوب الآخر أسلوب التعنيف.منذ شهر تقريبا رأيتها ترتدي جيبة ضيقه تحدد تفاصيل جسمها فثار الدم في عروقي وغضبت ثم هدأت قليلا وقلت لها أقسم بالله العظيم إن رأيتك تلبسينها مرة أخري سوف أقطعها بالمقص. ظننتها سوف ترتدع من التهديد ولكن خاب ظني .في خلال هذا الشهر لبست نفس الجيبة 3 مرات في المرتين الأولين ذكرتها فلم أجد إلا العناد واليوم كانت المرة الثالثة وقمت بتمزيق هذه الجيبة اللعينة تبرئة لقسمي وإظهارا مني لها أن زمن اللين والحكمة قد ولى وهي التي اضطرتني لذلك بعنادها وإصرارها على المعصية.............والسؤال........هل ما قمت به يوافق الشرع وهل يعطي الشرع لي كأخ أكبر سلطة الردع هذه، وما الدليل من القرآن والسنة؟ وماذا أفعل إذا كانت أمي وهي التي تتحدث في كل مكان عن بري لها تناصرها وتؤيدها وأبي رجل مريض ليس بوسعه فعل الكثير؟ وجزاكم الله ألف خير

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فما ذكرته عن أختك من ارتداء الملابس الضيقة والملفتة، والتي ذكرت أنها تحدد تفاصيل جسمها هو من التبرج الذي ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أن صاحبته من أشد الناس عذابا يوم القيامة، والعياذ بالله. ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: صنفان من أهل النار لم أرهما: قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا.

فأختك بما ذكرته عنها قد أخطأت خطأ كبيرا، وكان على والديها أن لا يقراها عليه.

ولكن تغيير ما قامت به من المنكر ينبغي أن لا يكون بالغلظة والعنف؛ فإن ذلك سيؤدي بها إلى التمادي والتمرد، وعدم الاكتراث بما تأمرها به في المستقبل. فقد قال الحكماء: إذا أردت أن تطاع فاطلب المستطاع.

وينبغي أن لا تمل من نصحها ونصح أمها ودعوتهما، وليكن ذلك بالحكمة والموعظة الحسنة، ولا تكن فظا غليظ القلب، فإنه يدرك بالرفق ما لا يدرك بالشدة والعنف، وربنا سبحانه قال لموسى وهارون وهما يخاطبان فرعون: فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى {طه:44} وقال لمحمد صلى الله عليه وسلم: فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ [آل عمران: 159].

ونسأل الله أن يعينك وييسر لك إصلاح أهلك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني