الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إعادة صياغة الأمة لتتأهل لمنزلة الريادة

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم "ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم "كيف يمكن في عصرنا الحاضر اختيار القدوة ؟ من الشخص الذي تتوفر فيه الشروط اللازمة كي يتبعه المسلمون لإعادة العزة للإسلام في ظل بزوغ الكثير من العلماء والوعاظ ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالمفهوم الشرعي لكلمة (ولي الله) يتجلى واضحا في الآية الكريمة التي أوردت أنت جزءا منها، وهي قوله تعالى: أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ {يونس: 62، 63}. فكل من كان مؤمنا تقيا فهو من أولياء الله تعالى. وتقوى الله تعالى هي امتثال أوامره في السر والعلانية، واجتناب نواهيه في السر والعلانية.

وما ذكرته من بزوغ الكثير من العلماء والوعاظ ليس أمرا مذموما، بل هو نعمة ينبغي للمسلمين أن يحمدوها.

وقد ذكر النبي -صلى الله عليه وسلم- أن الخيرية في هذه الأمة لا تنقطع. أخرج أحمد والترمذي عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مثل أمتي مثل المطر، لا يدرى أوله خير أم آخره. وإن كان أفضل الخيرية في هذه الأمة هي قرون الصحابة والتابعين وتابعيهم.

وعلى أية حال، فمن أراد أن يعيد إلى الأمة ما كان لها من العزة، فعليه أن يصلح نفسه أولا، ثم يسعى بعد ذلك في إصلاح غيره. فالله تعالى وعد بالتمكين للمسلمين في الأرض، ولكن ذلك مشروط بطاعة الله ورسوله، وإقامة شعائر الدين، قال تعالى: وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ {النور:55}. ولن يصلح أمر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها من الاستقامة والالتزام بأمور الدين والثبات على منهج الله.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني