الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

موقف المسلم من شاربي الخمر ومروجي المخدرات

السؤال

تعلمون أن من يوزع المخدرات كم يوزع الفساد أيضا وتعلمون من يصبح سكرانا ماذا يفعل
هنا في بلدنا يوجد الكثيرون الذين يوزعون المخدرات والشراب بين الناس وهم يزنون والشرطة تشتري منهم المخدرات وتشاركهم في زناهم وإذا بلغت عنهم أدانوك ولم يقولوا للمفسد شيئا فهل قتل الموزعين والمفسدين حلال أم حرام فماذا الحل وأنا أرى المسلمين يدمرون ولا أستطيع أن أصبر وأخاف من يوم يحاسبني ربي؟
وشكراً لكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد أحسنت فيما أبديت من غيرة على محارم الله تعالى أن تنتهك، وهذا من صميم الإيمان، فنسأل الله أن ينور بصيرتك وأن يجزيك خيرا.

ولا شك أن شرب المسكرات والمخدرات والترويج لها من المنكرات العظيمة والتي يترتب عليها من الفساد ما لا يعلمه إلا الله، ويجب على المسلم أن يقوم بإنكار مثل هذه الأفعال حسب إمكانه فقد ثبت في الحديث الصحيح الذي رواه مسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان. فأما التغيير باليد الذي تخشى أن يترتب عليه مفسدة من قتل أو غيره فهو إلى السلطات وليس لعامة الناس وإلا كانت الفوضى كما بينا بالفتويين:23376، 49683.

وعليه فلا يجوز لك التعرض لأحد من هؤلاء الذين يروجون المخدرات لا بقتل ولا بغيره، فإن استطعت الإنكار عليهم بلسانك فافعل، وإلا فبإنكارك بقلبك تبرأ ذمتك بإذن الله. وراجع لمزيد الفائدة الفتوى رقم: 1048.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني