الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الجدل في المسجد وغيره مذموم

السؤال

ماذا عن الجدل داخل المساجد عموما بغض النظر عن موضوعه والذى كثر هذه الأيام ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن الجدل يصاحبه عادةً ارتفاع الأصوات، وتنافر المتجادلين، وانقسامهم فريقين متناحرين، وقد ذم الشرع هذا الجدل ولو وقع خارج المسجد. قال تعالى: (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم) [الأنفال: 46].
وروى أحمد وابن ماجه والترمذي وصححه من حديث أبي أمامة رضي الله عنه أنه قال: قال صلى الله عليه وسلم: "ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل"، ثم تلا هذه الآية: (ما ضربوه لك إلا جدلاً بل هو قوم خصمون).
وارتفاع الأصوات في المساجد - ولو بقراءة القرآن - منهي عنه، واستثنى البعض من النهي دروس العلم، فقد أخرج أحمد والترمذي وأبو داود وغيرهم من حديث أبي سعيد الخدري أنه قال: اعتكف رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد فسمعهم يجهرون بالقراءة، فكشف الستر، وقال: "ألا إن كلكم مناج، فلا يؤذين بعضكم بعضاً، ولا يرفع بعضكم على بعض في القراءة".
وإذا امتنع رفع الصوت في المساجد بالقراءة، فما بالك برفع الصوت فيها بالجدل المذموم، ولو كان خارجها، فالواجب السعي في تغيير هذا المنكر، ولكن ينبغي أن يكون بحكمة وموعظة حسنة ولين جانب، حتى لا ينقلب هو الآخر منكراً جديداً. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني