الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم التزام ساعة وربع بين أذاني المغرب والعشاء طول العام

السؤال

نسكن في بلدة سكانها جميعهم مسلمون فيها خمسة مساجد... قسم من المساجد يرفع الأذان خاصة أذان العشاء حسب (توقيت الأقصى المبارك) وقسم آخر يرفع الاذان حسب (توقيت ساعة وربع بعد أذان المغرب). وبالتالي يكون الفرق بين المساجد من 20إلى25دقيقة. الأمر الذي يؤدي إلى إزعاج ومتاهة وفتن بين الناس. وخاصة في المسجد القديم الذي يصر المؤذن على عدم الالتزام بتوقيت الأقصى مع بقية المساجد في البلدة بحجة أنه هكذا يؤذن طوال السنين. مع العلم أننا نعلم أن الوقت الشرعي لدخول أذان العشاء صحيح حسب توقيت هذا المؤذن. ولكن للترتيب وعدم الفتنه في المساجد... انصحونا وأفتونا وسنوزع فتواكم على الخمسة مساجد في بلدنا طمره

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: ‏

فيدخل وقت صلاة العشاء بمغيب الشفق الأحمر، كما جاء في حديث عبد الله بن عمرو ‏بن العاص رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " (ووقت المغرب ما لم ‏يسقط ثور الشفق، ووقت العشاء إلى نصف الليل)" رواه مسلم.‏
وعند الترمذي من حديث أبي هريرة: " (وإن أول وقت المغرب حين تغرب الشمس، وإن ‏آخر وقتها حين يغيب الأفق.‏ وإن أول وقت العشاء الآخرة حين يغيب الأفق، وإن آخر وقتها حين ينتصف الليل)".‏
ومقدار ما بين المغرب والعشاء يختلف باختلاف الفصول: فتارة يطول وتارة يقصر، وهو ‏يتراوح ما بين ساعة وربع إلى ساعة ونصف وثلاث دقائق تقريباً.‏
والمعول عليه هو المشاهدة، فمتى زالت الحمرة من الأفق فقد انقضى وقت المغرب، ودخل ‏وقت العشاء.‏
ولا حرج في الاعتماد على التقويم إن علمت دقته.‏
كما لا حرج في اتباع توقيت الأقصى المبارك إن ثبت انضابطه أيضاً، وكنتم وأهل ‏الأقصى تتفقون في وقت غروب الشمس. ولا ينبغي بناء وقت العشاء على مرور ساعة ‏وربع بعد المغرب دائماً، لأن هذا يختلف باختلاف الفصول، كما تقدم.‏
والواجب على المسلمين الحرص على الجماعة والألفة وبذل النصيحة بالمعروف، وعدم ‏التمسك بالعادات إن خالفت الشرع، أو أدى التمسك بها إلى تفرق الكلمة وحصول ‏التنازع.‏
وليس لائقاً بالمسلمين - في بلد واحد- أن يكون وقت الأذان متفاوتاً بهذا المقدار ( 20إلى ‏‏25 دقيقة)، مما يوجب الشك والاضطراب، لا سيما لمن يصلي في البيوت من النساء ‏وأصحاب الأعذار.‏
بل ينبغي أن يتفق الجميع على الأذان في أول الوقت عملاً بالسنة وتحقيقاً للمقصود الأعظم من الأذان وهو الإعلام بدخول الوقت قال ابن قدامة رحمه الله في المغني: ( ويستحب أن يؤذن في أول الوقت ليعلم الناس فيأخذوا أهبتهم للصلاة وروى جابر بن سمرة قال: كان بلال لا يؤخر الأذان عن الوقت) ا هـ. والحاصل أنه ينبغي لأهل العلم والخبرة أن ينظروا في توقيت الأقصى المبارك، فإن وجدوه ‏منضبطاً مع الوقت الصحيح، - مع اتفاقكم وأهل الأقصى في وقت الغروب- فليكن هو ‏المعتمد في سائر المساجد.‏
وإلا فليجتهد المؤذنون في النظر إلى مغيب الحمرة، أو تقويم مقارب.‏
والله أعلم.‏

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني