الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يجوز إعانة أهل الباطل على باطلهم

السؤال

بداية جزاكم الله خيرا على مجهودكم الرائع.
الاستشارة خاصة بمزرعة نمتلكها ونريد أن نبيعها وقد أتانا مشترون نصارى يريدون أن يأخذوا المزرعة بسعر مناسب جدا لنا بل أكثر مما نريد.
إلى هنا ولا مشكلة في الموضوع لكن المشكلة أن المنطقة التي تقع فيها المزرعة بها عدد كبير من النصارى وملاحظ أنهم يحاولون أن يزيدوا من عددهم ويتجمعوا في تلك المنطقة حتى أنهم يشترون المزارع بأسعار أغلى من أسعارها مما سبب في زيادة أسعار المنطقة بشكل ملحوظ ومع العلم أيضا أن هذه المنطقة تحتوي على كتدرائية، ومع العلم أيضا أننا على استعداد للبيع لمسلمين ولو بثمن أقل من النصارى ولكن هذا لم يتحقق لأن معظم المشترين (في ما عدا النصارى) يريدون أن يدفعوا بالتقسيط وهذا مبدأ مرفوض عندنا.
أنا لا أسال عن الحكم الشرعي فمن المعلوم ان التعامل المادي مع النصارى جائز ولا غبار عليه والأدلة على ذلك كثيرة لا داعي لسردها، ولكن أنا أريد أن أعرف إذا بعت المزرعة للنصارى (بما في ذلك من مزايا مادية لنا كبيرة جدا تصل إلى مئات الآلاف من الجنيهات) فهل أكون مقصرا في حق ديني وخصوصا مع ظني بأن لهم نوايا سيئة في الانتشار في المنطقة الله وحده أعلم بها ؟؟؟
وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا يجوز لك أن تبيع المزرعة لهم إذا كنت تعلم أو يغلب على ظنك أن لهم نوايا خبيثة ضد المسلمين وسوف يستعينون بهذه الأرض على تحقيقها، فقد قال تعالى: وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالعُدْوَانِ {المائدة:2} وعليك أن تكون جنديا من جنود الله ضد جند الشيطان وحزبه، وأن تقدم مصلحة دينك على مصلحة نفسك، واعلم أن من نصر الله نصره الله، وأن من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه وأخلف عليه أحسن منه. قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ {محمد:7} وفي الحديث الشريف: إنك لن تدع شيئا لله عز وجل إلا بدلك الله به ما هو خير لك منه. رواه الإمام أحمد وصححه شعيب الأرناؤوط.

فثق بهذا المعنى الرباني وتعامل مع الموضوع من هذا المنطلق، وأبشر بالخير والبركة في النفس والمال والولد، وفقنا الله وإياك لما يحبه ويرضاه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني