الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل عدم الإنكار على من سب الله تعالى يحبط العمل

السؤال

يوم من الأيام شخص سب الله وأنا لم أنكر عليه ذلك فهل حبط عملي، وإذا كان هو لا يصلي أصلا فهل أنكر أم لا، وهل حبط عملي أم لا؟

الإجابــة

خلاصة الفتوى:

فإذا كنت تستطيع إنكار المنكر -بأي درجة من درجاته- ولم تنكره فإن عليك إثماً عظيماً، وعليك أن تبادر بالتوبة النصوح إلى الله تعالى، فإن التائب من الذنب كمن لا ذنب له، ولا يلزم من ذلك إحباط عملك.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أعظم فرائض الإسلام الكفائية، قال الله تعالى: وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ {آل عمران:104}، وقال صلى الله عليه وسلم: من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان. رواه مسلم.

فأدنى درجات إنكار المنكر الإنكار بالقلب، وضابطه بغض المنكر ومفارقة مكانه وأهله، كما هو مبين في الفتوى رقم: 1048.

ومن أشد أنواع المنكر سب الله تعالى، فهو جريمة من أعظم الجرائم وكبيرة من أكبر الكبائر، ولا يتجرأ عليه من في قلبه مثقال ذرة من إيمان، ولذلك كان جزاء صاحبه القتل -يقيمه عليه ولي أمر المسلمين-، وراجع لذلك الفتوى رقم: 75332.

ثم إن إنكار المنكر -بضوابطه الشرعية- يكون على من ارتكبه من مسلم وكافر ومستقيم وفاجر لعموم الأمر بذلك في الحديث السابق، وللمزيد من الفائدة نرجو أن تطلع على الفتوى رقم: 45802 وما أحيل عليه فيها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني