الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الخاطب كسائر الأجانب حتى يتم عقد النكاح

السؤال

أعيش بالخليج وقد خطبت والحمد لله إنسانة مسلمة لديها مواصفات الإنسانة التي أحتسبها بها عند الله صالحة،الخلاصة أنني خطبتها في مصر قبل عودتي للكويت بثلاثة أيام وتعرفت عليها عن طريق الأهل فقد كلمت أمي أن تبحث لي عن عروس وبعد أن استقر رأيي على اختياري وعقد الخطبة سافرت بعدها بخمسة أيام وحاليا أنا لا أعرفها جيداً من كل النواحي لذا أكلمها حاليا عن طريق الإنترنت لزيادة التعارف بيننا كشخصين مقبلين على الزواج مستقبلا بإذن الله حتى يعرف بعضنا بعضا بشكل أفضل لأنه على أساس معرفة أحدنا الآخر بشكل سليم سيساعد استكمال المراحل المقبلة من عقد القران أو الرجوع لو اكتشف أحدنا بالآخر شيئا لم يكن يعرفة من خصال يكرهها الآخر ليس لي فقط، لكن لها أيضا فكل ما أريده من وراء ذلك زيادة التعارف بيننا حتى لا ينخدع أحدنا بالآخر لأن الانطباع الأول ليس شرطا أن يكون هو الأساس فالحكم على الآخر بالذات وأنا لم أقض فترة كافية معها للتعارف فأرجو أن يكون مقصدي وصلكم، ماذا أفعل لأزيد مساحة التعارف بيننا بشكل يرضي الله وليس فيه ذنب لأني لا أعلم متى سأستطيع العودة في الإجازة القادمة نظراً لأمور كثيرة متعلقة بالعمل والإقامة هنا؟ ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالخاطب أجنبي عن مخطوبته، فلا يحل له النظر إليها ولا الخلوة بها، ولا أن تحدثه على النت بمفردها، ولا ما وراء ذلك، بل هو كسائر الناس حتى يتم عقد النكاح، وإنما أباح الشارع له أن ينظر إلى من يريد خطبتها أول الأمر ليكون ذلك مرغباً له في نكاحها ومعرفاً له بصفاتها، وهذا إنما يكون مرة واحدة أو مرتين عند الحاجة.. فالواجب عليك أيها السائل بعد أن حصل الركون من كليكما لصاحبه أن تقطع كل اتصالاتك بخطيبتك هذه تماماً إلى أن يتم عقد النكاح إلا أن يكون هناك حاجة للكلام فلا بأس بالحديث حينئذ مع مراعاة الضوابط الشرعية.

واعلم أن الأولى لك أن تعجل عقد النكاح فإن الفصل بين الخطبة والعقد بفترة بقصد التعارف أو غيره ليس من هدي النبي صلى الله عليه وسلم ولا من هدي صحابته الكرام، فإن الناظر في سير الصحابة رضي الله عنهم يلحظ التعجيل في أمر الزواج، حيث يبدأ الأمر بنظر الرجل إلى المرأة، فإن أعجبته خطبها، وإلا تركها، فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أنه صلى الله عليه وسلم قال: إذا خطب أحدكم المرأة فإن استطاع أن ينظر منها إلى ما يدعوه إلى نكاحها فليفعل، قال جابر: فخطبت جارية فكنت أتخبأ لها حتى رأيت ما دعاني إلى نكاحها فتزوجتها. رواه أحمد وأبو داود.

فالذي يفهم من حديث جابر إتمام الأمر بلا تأخير، خصوصاً أن التأخير قد تترتب عليه نتائج غير محمودة قد تتضرر منها الفتاة أو أهلها، أما إن أردت أن تزيد معرفتك بأحوالها فلا بأس أن تطلب من بعض أرحامك أو أقاربك أن يستفسروا لك عن أحوالها وأخلاقها من جيرانها وأصدقائها ونحو ذلك، وللفائدة تراجع الفتوى رقم: 79226.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني