الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نضح الماء على مكان المني أو المذي هل يطهر الثوب

السؤال

حدث مرة أن استمنيت في ثوبي، ثم بعد أن اغتسلت نضحت الماء على الموضع من الثوب الذي رجحت أن المذي والمني لم يتعدياه، وصليت في الثوب فهل يكفي ذلك لتطهير الثوب مع أن المذي والمني كلاهما لزج ولا يغسل إلا بصعوبة. وما حكم صلواتي هذه؟ وجزيتم خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فاعلم أولاً أن الاستمناء محرم فتجب عليك التوبة إلى الله عز وجل منه، وانظر لذلك الفتوى رقم: 7170.

ثم أعلم أيضاً أن العلماء اختلفوا في المني هل هو طاهر أو نجس، والراجح عندنا طهارته، وانظر الفتوى رقم: 63403.

وعليه؛ فغسل المني من الثوب غير واجب، والصلاة مع وجوده صحيحة على الراجح، وإن كان الأولى غسله طلباً لكمال النظافة وخروجاً من الخلاف..

وأما المذي فهو نجس بلا خلاف كما ذكرنا في فتاوى سابقة، ويمكنك مراجعة الفتوى رقم: 121680.

وقد اختلف أهل العلم في كيفية تطهيره فذهب الجمهور إلى وجوب غسله، وذهب أحمد رحمه الله في أحد أقواله أنه يكتفي فيه بالنضح لعموم البلوى ومشقة الاحتراز، فخفف فيه لذلك، وهذا اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية، وقد رجحناه وذكرنا دليل رجحانه في الفتوى رقم: 50657.

وعلى هذا فما فعلته من نضح الموضع الذي غلب على ظنك أنه قد أصابته النجاسة من ثوبك يجزئك وتكون صلاتك صحيحة، ولكن إذا أردت الاحتياط والخروج من خلاف العلماء الذين أوجبوا غسل المذي بإعادة تلك الصلوات فحسن.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني